كشفت الإعلامية والمراسلة ديمة الخطيب أن اختيارها كمدير لمنصة “الجزيرة بلس” جاء بعد رحلة من العمل الإعلامي؛ إذ انضمت إلى أسرة الجزيرة عام 1997 كصحفية في غرفة الأخبار بالدوحة، ثم أصبحت منتجة للأخبار.
وأشارت إلى أن التجرية الجديدة جاءت تتويجًا لرحلة من العمل، قائلة: “جاءتني التجربة الجديدة التي أحببتها، كما لو أنني كنت أنتظرها.. كما أنني كرست وقتًا طويلاً لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المواضيع غير السياسية التي قربتني كثيرًا لروح الشباب، وفي وظيفتي الجديدة، أجد نفسي أفهم ما يريده الناس مني، من خلال ممارستي تمامًا كما قصتي مع الصحافة التي تعلمتها بالممارسة؛ لأنني درست في الأصل ترجمة”.
وروت “ديمة” أنها شاركت في إدارة التغطية الإخبارية للاحتلال الأميركي للعراق، والتي كان لها دور كبير في تصدر الجزيرة للمشهد الإعلامي العالمي حينها، كما أسهمت في إطلاق أول برنامج نسائي للجزيرة “للنساء فقط”، بالإضافة إلى تأسيس مكتبي الجزيرة في الصين وفنزويلا.
وفي لقاء صحفي لها بصحيفة “العرب القطرية” قالت “الخطيب”: “كنت المرأة الوحيدة التي تتولى إدارة مكتب خارجي لقناة الجزيرة العربية، كما أنني مثلت شبكة الجزيرة في أكثر من ثلاثين بلدًا حول العالم على مدى 18 عامًا، وأجريت مقابلات حصرية مع رؤساء دول وشخصيات من مختلف شرائح المجتمع، وفي العام 2012، صُنفت كأكثر النساء اتصالاً على “تويتر” في الشرق الأوسط”.
وعن مشروع “الجزيرة بلس”، أوضحت “الخطيب” أنه تم إطلاقه في عام 2014 كمنصة إخبارية رقمية، تسلط الضوء على الأخبار التي تلامس حياة الناس بطريقة معلوماتية إبداعية، إن هدف الجزيرة بلس هو الالتقاء بجمهورها على كافة المنصات الرقمية من خلال تقديم مادة إخبارية تناسب طبيعة تلك المنصات الاجتماعية، بما فيها “فيس بوك”، و”تويتر”، و”يوتيوب”، و”إنستجرام”، وتطبيق الجزيرة بلس على الجوال.
وعن إمكانية تحقيق نجاح للجزيرة بلس مماثل لما حققته الجزيرة الإخبارية الناطقة بالعربية، قالت “الخطيب”: “الجزيرة بلس ستقدم منتجًا مختلفًا تمامًا عن منتوجات باقي القنوات والخدمات الإعلامية لشبكة الجزيرة، وستكون رائدة على مستوى العالم، وعلى مستوى الإعلام، كما فعلت الجزيرة التي أسست منحى جديدًا في العالم، تحول إلى مدرسة في الإعلام، فأعتقد أن الجزيرة بلس مرشحة لتحقيق نجاح مماثل لدى شريحة الشباب، كما أن نجاح الجزيرة بلس في الولايات المتحدة الأميركية غير مسبوق لوسيلة إعلامية أجنبية في السوق الأميركية، لأنه منتوج أميركي من وسيلة إعلام أجنبية، ومطلوب مني أن أجعل هذا النجاح الأميركي عالميًّا، وأنا متيقنة من تحقيق ذلك.. وأعدكم بذلك إن شاء الله”.
وأَضافت الخطيب: “سيكون محتوى الجزيرة بلس رقميًّا، ومن داخل العالم الرقمي، وليس من خارجه، بمشاركة مستخدمي المحتوى الرقمي، لكن على أسس وقيم صحافية مهنية أخلاقية، وليس بشكل عشوائي، مثلما يمكن أن نراه في وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر أحيانًا صورًا وأخبارًا، بلا أدنى معايير مهنية، فأنا خريجة المدرسة الصحافية التقليدية، القديمة الآن، وسأطبق تلك المعايير على أساليب جديدة، تكنولوجية حديثة، وطرق مبتكرة للتواصل”.
وعن أبرز اللقاءات التي أجرتها حين كانت مراسلة للجزيرة، قالت “الخطيب”: “أبرز لقاء كان مع الرئيس الراحل شافيز العام 2009، وآخر مع الرئيس البرازيلي السابق لولا داسيلفا في طريقهما إلى الدوحة لحضور قمة دول أميركا الجنوبية والدول العربية، وكان الحوار ممتعًا للغاية؛ لأنني كنت قد بلغت مرحلة متقدمة من التواصل مع الرئيس شافيز، وعلاقتنا تختلف تمامًا عن علاقة رئيس بصحافية، لأنني كنت مقربة جدًّا، وأسافر معه في طائرته الخاصة، حتى إن ابني كان يسافر معنا أحيانًا؛ لأن الرئيس شافيز كان يصر على حضوري، فكنت أعتذر بسبب ابني الرضيع، ولكنه كان يطمئنني بمساعدتي.. فعلاقتنا بلغت درجة كسرت الهيبة التي تميز علاقة الصحافي برئيس دولة، وكنت أشعر بثقة كبيرة، وهو من يكون، الرئيس شافيز بشخصيته الكارزماتية!”.
وحينما سئلت عن تقييمها لأداء قناة الجزيرة في تغطية شبكة الجزيرة للثورات العربية، أجابت “الخطيب” قائلة: “بصراحة، لا يمكنني تقييم الأداء، فأنا هاجرت التلفزيون منذ ثلاث سنوات، وليس لدي تلفزيون في بيتي، حتى عندما كنت في كاراكاس، منذ أخذت استراحة مهنية لأجل عائلتي”
وأردفت: “أوقفت التلفزيون لأنه كان يؤثر على ابني، وأنا كنت أتأثر كثيرًا، وأبكي وأصرخ، وأتفاعل مع ما يحدث في سوريا يوميًّا؛ الأمر الذي جعل ابني يعيش حالة حرب في المنزل، فقررت إزالة التلفاز من بيتي، ليستعيد عافيته، ولا يفكر في الانفجارات والأطفال الذين يقتلون، وهو يسألني يوميًّا: ماما.. هل سيقتل كل من كنا نعرف بسوريا؟! هل سيفجرون بيت جدنا؟!”.