وجه الناشط الحقوقي هيثم غنيم رسالة إلى ضباط الجيش بأن يتفكروا جيدًا في قضية “26 ضباطً” والمتهم فيها عدد من ضباط الجيش، وتوجه إليهم تهمة “قلب نظام الحكم”.
وقال -عبر منشور له على “فيس بوك”- إنه لم يتخيل أن يصل بنا الحال يومًا لندافع عن ضباط جيش، طالبًا كل من يقرأ البوست ويعرف ضابط جيش بأن يرسل الكلام له ليعرف الحقيقة”.
وتحدث عن القضية، قائلاً: إن المخابرات الحربية في شهر أبريل 2015 قامت بأصطحاب أكثر من عشرين ضابطًا من وحداتهم وأماكن عملهم ليختفوا لمدة تقارب الشهرين ليظهروا أمام المحكمة العسكرية؛ حيث كان من المفترض أن يكون الحكم عليهم اليوم 11 يونيو 2015 ولكن تم تأجيل الحكم.
وأضاف أنه وصل من خلال التحقيقات إلى أن التهم الموجهة لهؤلاء الضباط تتعلق بمحاولة قلب نظام الحكم في سنة 2013، معربًا عن دهشته أن يتم السكوت عنهم حتى 2015.
كما أعرب عن دهشته بأن يكون القيادى الإخواني حلمي السيد عبد العزيز الجزار، متهمًا في القضية، ثم يتم الإفراج عنه بعد فترة طويلة من اعتقاله، فكيف يفرج عنه وهو كان يخطط لانقلاب عسكري؟!
المجموعة 57 مخابرات حربية
وأشار إلى أن تلك القضية جعلته يعرف جيدًا ما يحدث من المجموعة 75 مخابرات حربية بمدينة نصر مع ضباط الجيش؛ ليظهر كيف يتم التعامل معهم داخل الجيش باحترام كما يحدث أمام الشعب.
وأضاف: “القضية دي خلتنى أعرف يعنى ايه ضابط يتاخد من وحدته وسط زمايله ويتسحب على الفيلا إلى في المجموعة 75 مخابرات ويتقلعله كتافاته “رتبته” ويتم التحقيق معاه وتعذيبه و”عبطه” وتعليقه زى الذبيحة وكمان تعريته وكهربته إن لزم الأمر”.
وأضاف موجهًا كلامه لضباط الجيش: “القضية رقم ٣/٢٠١٥ مدعي عسكري، متهم فيها 26 ضابطًا واثنان مدنيان، معظم الضباط دول اتقبض عليهم من وسطيكم، وأكيد مش أنا اللي هكلمك عن صحابك وقادتك وأبناء دفعتك، أكيد مش أنا إلى هكلمك عن الراجل اللي كان بيصلي معاك من كام يوم ممكن تصدق أنه يبقى كده، أكيد مش أنا إللى هسألك هو أنت تعرفه من شهر ولا شهرين، ولا الناس ده عشرة عمر، من أول لما كنتم مع بعض في الكلية العسكرية، وبعد كده كنتم في كتيبة واحدة وبعد ما اتجوزت، وخلفت،عيلتك وعيلته بقوا أصحاب، بيدخل بيتك وبتدخل بيته، راجل محترم وبيعرف ربنا وأخلاق ومنضبط في شغله وحياته “زى ما أنتوا إلى بتقولوا مش احنا إلى بنقول”.
وتابع: “هل فجأة حتصدق اللي بيتقال عليه؟، مش حاسس إن اللي بيحصل ده مقصود؟، أكيد مش عايزين حد يفضل وسطكم محترم، عايزين الوصوليين والطبالين والصيع بس “وبصوا على الضباط إللي اترقت وكان عليها جزاءات بسبب قضايا أخلاقية”.
وأكمل: “أكيد مش أنا اللي هقولك اوعى تصدق أي حاجة بتتقال عن زميلك، وأكيد مش أنا إللي هاقولك أن الراجل بجد مبيرضاش لزميل دفعته أو وحدته أنه يضيع؟ ولا انتوا بيعلموكوا في الكلية أنك كون خاين لصاحبك تعيش أكثر وتترقى أحسن ؟”.
فساد المؤسسة العسكرية
وتابع قائلاً: “أنا عارف أن الشؤون المعنوية هتعملكوا جلسات تغسلكوا فيها عقولكم.. عاوزك تروح وتسلمهم عقلك كويس ومتقلقش دورك جاي فعجلة الظلم مبتقفش لو دارت”.
واستكمل: “ما توصلت إليه أن الفساد في المؤسسة العسكرية يزيد، وأن هناك خطة تم البدء في تنفيذها منذ أكثر من سنتين من رصد وحصر لكل الضباط أصحاب الانضباط العسكري ومن أصحاب الأيدي غير المرتشية، وممن لا يكونون علاقات مع النساء؛ بحيث يتم استبعادهم كل فترة مع تصعيد ضباط ممن اشتهر عنهم الطاعة العمياء أو الاضطراب النفسي الذي يدفعه لتنفيذ أي أوامر بالعنف ضد مدنيين أو ممن يسهل التحكم فيهم عن طريق ما تملكه عليهم المخابرات الحربية من أدلة غير أخلاقية”.
واستطرد: “وقد ترافق هذا مع تسريح عدد من الضباط وإحالتهم على المعاش، ومحاكمة البعض الآخر بشكل فردي، وصولاً إلى هذه القضية رقم 3 لسنة 2015 والتي أظن أنه سيتبعها قضية أكبر سيتم ضم بها العديد من الضباط الذين رفضوا الاستجابة لأوامر ضرب النار على المدنين وخصوصًا في شمال سيناء”.
معلومات عن المتهمين في القضية
وأورد “غنيم” بعض المعلومات عن الضباط المتهمين في القضية، ومنها:
1- عميد طبيب / ياسين عبد الحميد محمد .. أستاذ دكتور جراحة القلب ورئيس قسم جراحة القلب بمستشفى كوبري القبة العسكري، تم اقتياده من محل عمله إلى مبنى المخابرات الحربية وتعذيبه، حاصل على الدكتوراه ومن حفظة كتاب الله.
2- عقيد مهندس أركان حرب/ عبد الحميد محمد عبد الحميد عبد الفتاح .. خريج الكلية الفنية العسكرية تخصص رادار، يخدم في قوات الدفاع الجوي، قائد كتيبة وحافظ لكتاب الله ومتقن له.
3- عقيد مهندس/ تامر إبراهيم عبد الفتاح الشامي ..خريج الكلية الفنية العسكرية، حامل لكتاب الله، تخصص رادار ومن المشهورين في سلاحه، والدته تعاني من مرض شديد ودخلت المستشفى لتجري عملية استبدال مفصل فخذ وكان ملازما لها ولا يوجد من يرعاها غيره، ذهب لعمله فتم القبض عليه في وحدته واقتياده للمخابرات ثم إحالته إلى المحاكمة وطرده من الخدمة.
4- مقدم مهندس/ هاني أحمد فؤاد، دفعة ٣٥ فنية عسكرية، قوات الدفاع الجوي، تم استدعاؤه إلى مبنى المخابرات الحربية وتعذيبه ثم اتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية، هاني من الضباط المعروفين بانضباطهم وحسن سيرتهم وتم إيفاده إلى الخارج أكثر من مرة.
5- المقدم/ محمد عزمي، خريج فنية عسكرية تخصص حرب إلكترونية ماجستير هندسة من الأكاديمية العربية للتقل البحري، حافظ لكتاب الله وكان يؤم الناس في الوحدة التي كان يخدم فيها، تم احتجازه وتعذيبه واتهامه في القضية.
بقية أسماء المتهمين في القضية:
1- العميد/ أسامة سيد أحمد على.
2- العقيد/ أحمد السيد “هارب”.
3- مقدم/ محمد صلاح “هارب”.
4- مقدم/ لؤي إمام محمد.
5- نقيب/ أحمد عبد الغني جبر عبد الغني.
6- نقيب/ أسامة مرسى “هارب”.
7- رائد/ محمد أسامة “هارب”.
8- رائد/ نبيل عمر إبراهيم.
9- رائد / أحمد محمد عبد التواب.
10- رائد/ محمد عبد الرؤوف محمود.
11- رائد/ مصطفى محمد سيد مصطفى.
12- رائد/ تامر خليفة رجب خليفة.
13- رائد/ محمد حامد محمد حمزة.
14- رائد/ محمد عبد العزيز سيد.
15- رائد/ محمد سليم علي إبراهيم.
16- رائد/ أمجد سمير سعيد عبد المؤمن.
17- رائد/ مؤمن محمد سعيد أحمد عبد العاطي.
18- رائد / عبد القادر عبد الفتاح الصادق عبد الله الجابري.
19- رائد/ محمود شوقي محمد عبد الرحمن.
20- رائد/ خالد علي مصطفى علي.
21- رائد/ أحمد محمد علي الرشيدي.
وتم إضافة عدد اثنين مدنيين للقضية وهم:
1- حلمي السيد عبد العزيز الجزار “هارب”.
2- محمد عبد الرحمن المرسي رمضان “هارب”.
ماذا كشفت له القضية؟
وأشار “غنيم” إلى أن القضية كشفت له:
1- إن الضابط جوا الجيش مجرد أداة للمجلس العسكرى وإنه حتى مش راجل مع صحابه وإن المؤسسة معندهاش مشكلة تهين ابنائها وتحتقرهم في سبيل أنهم يظلوا خدام أوفياء للمنظومة إلى بيديرها المجلس العسكري ورئيس البلاد، وبرضه ممكن تتخلص منهم في أي قضية تخدم مصالحهم العليا مش مصلحة البلد.
2-أن الجيش لا يوجد به رجال محترمون وإن وجدوا فإن المؤسسة العسكرية تتخلص منهم فورًا إما بإخراجهم على المعاش أو محاكمتهم أو تصفيتهم، وهذه رسالة سلبية ضد الجيش ورسالة لكل من يحمل السلاح ضد الجيش أن اقتلوا رجال الجيش بلا خجل أو تأنيب ضمير فليس بينهم رجل محترم تخشون إراقة دمه ظلمًا.
3- أن رئيس الجمهورية ووزير دفاعه وأركانه ومدير المخابرات يستخدمون ضباط الجيش ككبش فداء لأغراض سسياسية مع خصومة من الإخوان والتيارات السياسية المعارضة.
4-إن لو ده إللي بيحصل في الضباط فأيه إلى بيحصل في العساكر؟ وده يفسر لنا اختفاء الكثير من العساكر ثم ظهورهم قتلى بدعوى أنهم قتلوا في عمليات قتالية.
5- وأخيراً كيف يكون الفرق بين ضابط الشرطة إللي بتحترمه وزارته وتحميه وبين ضابط الجيش إللي بيتعبط ويتعلق ويتشدله كتفاته وتتقلعله رتبته ويتم تعريته بالكامل جوا مقر التعذيب بالفيلا بالمجموعة 75 مخابرات حربية بمدينة نصر وغيرها من المقرات.
واختتم منشوره قائلا “لكل ضابط بقه بيقرأ الكلام ده … دول صحابك مش صحابنا، وده شيلتك مش شيلتنا، وياريتك قبل ما كنت تيجي تتشطر علينا وتضربنا بالرصاص في الشوارع كنت عرفت تحمى صحابك ولا تحمى نفسك”.
وتابع “بكره البكرة تلف على بقيت النضاف لللي فيكوا لو لسه فيكوا نضاف أساساً، وأهي رسالة رئيسك ووزير دفاعه بيبعتهالنا وبيقولنا فيها متقلقوش الجيش بياكل رجالته والنضيف فيهم لو موجود بنفسحه في المجموعة 75 مخابرات حربية”.
يذكر أن نحو 26 ضابطًا من القيادات الوسطى بالجيش المصري تم القبض عليهم خلال أبريل الماضي تحت ذريعة محاولة الانقلاب على السلطة، وهو الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يشير إلى وجود صراع مكتوم داخل المؤسسة العسكرية.