مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية هذا العام، وما تشير إليه التقارير من أن حصة مصر من ماء النيل ستنخفض بسبب سد النهضة الإثيوبي، فإن معدلات تبخر الماء ستزيد بشكل قياسي مما يزيد من أزمة المياه في مصر، في ظل إهمال حكومي لهذا التهديد الخطير على مستقبل المصريين.

حل أزمة الماء أولى من حفر التفريعة

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير نشرته يوم 6 أغسطس 2015 تحت عنوان “هدية مصر للعالم مشروع غير ضروري بتكلفة 8 مليار دولار” أن مشروع التفريعة الجديدة لقناة السويس لم يكن له دراسة جدوى علنية بل كان مجرد أمر من “عبد الفتاح السيسي” في شهر أغسطس 2014، حيث أراد أن تحفر مصر قناة سويس جديدة في عام واحد.

وأوضحت الجريدة أنه “في ظل الأزمة المائية التي تتوقع أن تمر بها مصر بعد الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي، أكد خبراء أن صرف الأموال في مشاريع مهمة للأمن القومي المصري كتوفير المياة، أفضل بكثير من صرفها على مشروع _بحسب تأكيد المتخصصين_ لن يُفيد مصر في شىء، بل كان مجرد دعاية خائبة للرئيس المصري العسكري أمام شعبه”، على حد قولها.

أزمة المياة في كاليفورنيا

ونقل أحمد محسن، أحد نشطاء التواصل الاجتماعي، عبر منشور له في “فيس بوك”، كيف تسببت تفاقم أزمة الجفاف التي تعاني منها ولاية كاليفورنيا الأميركية، في أن يقوم المتخصصون في الولاية باختراع كرات بلاستيكية سوداء وتمت تخطية سطح البحيرة التي تمد الولاية بالماء العذب.

ومنذ ثلاث سنوات،  اتجهت الولاية – بحسب الواشنطن بوست – نحو تحلية مياه البحار هناك، حيث سارعت مقاطعة سان دييجو ومدينة سانتاباربره ومناطق أخرى إلى إنشاء محطات لتحلية المياه، من خلال تحول مياه المحيط الهادي إلى مصدر لمياه الشرب، حسبما ذكرت “سكاي نيوز” العربية. 

وتتعرض كاليفورنيا لموجة جفاف متتالية منذ سبع سنوات – بحسب الجريدة -ازدادت شدتها خلال السنوات الأربع الأخيرة، ما ينذر بكارثة للولاية التي كانت تعتمد عليها بقية الولايات الأميركية في التزود بالفواكه والخضراوات.

بحيرة ناصر
من جهته؛ ذكر الخبير العالمي نائل الشافعي – مدير الموسوعة الإلكترونية “المعرفة” – في تدوينة على حسابه الشخصي على “فيس بوك” نموضجا آخر للحفاظ على المياه، مبينا أن بلدية لوس أنجلس بدأت بتغطية خزان المياه الرئيسي في ولاية كاليفورنيا بملايين الكرات “قطر 10سم” لتقليل البخر، كما أن المملكة العربية السعودية، أقامت في 1983 أكبر مظلات بالعالم لتغطية خزانات مياه غير معلنة، لمنع البخر.

وأشار إلى أن بحيرة ناصر تفقد في السنوات المعتادة 16 مليار متر مكعب بسبب البخر – من حصة مصر البالغة 55 مليار متر مكعب- أي أن الرقم يرتفع عن ذلك في سنوات القيظ، موضحًا أن مصر تحتاج إلى مشروع رخيص مشابه لكرات لوس أنجلس أو ما شابه، وسيكون مردوده أقوى لصالح الاقتصاد والأمن.

وتسائل”الشافعي” في ختام منشوره: “هل يمكن استخدام ورد النيل لمكافحة البخر، مع مصافي ما قبل السد؟”.