شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“رابعة ستوري”.. توثيق الاعتصام والمجزرة مهمتها الأولى

“رابعة ستوري”.. توثيق الاعتصام والمجزرة مهمتها الأولى
سيظلّ تاريخ الرابع عشر من أغسطس عالقا لوقت طويل في أذهان الآلاف، بل الملايين من المصريين، فهو اليوم الذي شهد أكبر مذبحة في حق مدنيين عزّل في تاريخ مصر الحديث، حينما قامت قوات أمن الانقلاب بفض اعتصام المؤيدين للدكتور محمد مرسي

سيظلّ تاريخ الرابع عشر من أغسطس عالقا لوقت طويل في أذهان الآلاف، بل الملايين من المصريين، فهو اليوم الذي شهد أكبر مذبحة في حق مدنيين عزّل في تاريخ مصر الحديث، حينما قامت قوات أمن الانقلاب بفض اعتصام المؤيدين للدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في ميدانَي رابعة العدوية والنهضة.

قصة رابعة العدوية، الاعتصام والفض، هي قصة -برأي الكثيرين- تحتاج إلى توثيق مستمر، فكثير من تفاصيل كل من الاعتصام والفض ما زالت في صدور مَن عايشوها، ولأجل ذلك قامت حملة دولية باسم “رابعة ستوري”، من أجل توثيق الاعتصام الذي استمر نحو 50 يوما بجوار عدد من أكبر مؤسسات الجيش الهمهة، دون أن تمسّ تلك المؤسسات بسوء، وتوثيق عملية الفض التي استمرت أكثر من 12 ساعة كاملة.

النشأة

أنشئت مؤسسة “قصة رابعة” من أجل تحقيق عدة أهداف، أهمها إيقاظ الرأي العام وتذكيره دائما بالمجزرة، وأن تكون المؤسسة مرجعا رئيسيا يقدم حقيقة المذابح الإنسانية التي تعرض لها الآلاف من المصريين في أحداث رابعة والنهضة.

مجازر الـ48 يوما

لم توثّق مؤسسة “رابعة ستوري” مجزرة فض الاعتصام فقط، بل وثّقت كل المجازر التي حدثت خلال أيام الاعتصام، بدايةً من مجزرة الحرس الجمهوري التى راح ضحيتها أكثر من 61 شخصا، ومجزرة المنصة التى فتحت فيها جامعة الأزهر أبوابها لقوات الأمن ليعتلو كلية الدعوة، ويقوموا بالقنص المباشر للشباب المعتصم بالميدان، وراح ضحيتها قرابة الـ200 شخص.

كما وثقت مجازر رمسيس الأولى وأحداثا دامية أخرى وقعت كلها خلال 48 يوما هي عمر اعتصام رابعة العدوية منذ بدايته في 28 يونيو، حتى فضه الوحشي في 14 أغسطس 2014.

رسائل خاصة لـ”رابعة ستوري”

وقامت المؤسسة بتوثيق عديد من الشهادات حول الاعتصام والمجزرة، من خلال نشر أقوال عديد من الأشخاص الذين عاصروا تلك الأحداث، والتي منها ما رواه أحد الشباب، والذي يدعى أحمد قاسم الطالب بكلية الصيدلة جامعة الأزهر، حيث يقول: “جئنا إلى الميدان دفاعًا عن حق اكتسبناه ومسار ديمقراطي رسمناه، مع أننى لا أنتمي إلى أي تيار ديني أو سياسي”، حيث وصف نفسه بالمواطن المصري الخائف على وطنه.

وقال “قاسم”: “إننا بإرادتنا اخترنا عبر الصندوق رئيسا، فكيف لشخص ينصّب نفسه وصيا على الشعب، ويأتي لهدم كل أمل وحلم عشناه أثناء ثورة 25 يناير، والتي كنا في طريقها لتحقيق العيش والحرية والعدالة الإنسانية”.

ونقل موقع المؤسسة رثاء الإعلامي، عصام فؤاد لزوجته الكاتبة أسماء صقر، بعد أن اغتالتها قوات أمن الانقلاب، وهي تحاول إسعاف زوجها الذي أصيب خلال الفض، حيث كتب عصام فؤاد قصيدة من 26 بيتا في رثاء زوجته قال فيها:

أكـتـــب رثـاءك أم أختـط رثـائــي    ***  يا زيـــــنـــة الأحـــيــاء والـــشهــــداء

يا جـنة قد عـشت فيها منعما    ***   وعـــرفت منـــها راحــتي وهنـائي

كيف الرحيل وقد وعدتكِ أنني  ***   أبغي رضــاءك ما يــكـون بقـــائي

كيف الرحيل وقد علمتِ أنني   ***   ذاك الــعليــل وأرجو فيكِ شفائي

كنت الفداء كما وعدتك دائما   ***   ما خنت وعدي فهل تردي فدائي

سيف الدولة: مذبحة رابعة وصمة عار في جبين الحكم العسكري

وفي تصريح خاص لشبكة “رصد” الإخبارية، قال الكاتب والمفكر محمد عصمت سيف الدولة، إن مذبحة رابعة ستظل وصمة عار في جبين الحكم العسكري، مثلها مثل المذابح التي وقعت عبر التاريخ، مثل الهولوكوست وأرمينيا والجزائر وصابرا وشاتيلا وغزة ورواندا.

وأضاف سيف الدولة أن كل المواثيق والأعراف الدولية تدين هذا الفعل الغاشم، وتحرّمه كل الأديان، لأن الفطرة ضد القتل، موضحًا أن المصريين متساوون في حقهم في الحياة، ولا يعقل أن ندين قتل جنود وضباط عناصر من الشرطة والجيش على أيدي الإرهابيين ونصمت على القتل العمد للمدنيين.

ونوه للشبكة بمقال له تحت عنوان “خمسون سببًا لإدانة مذابح رابعة وأخواتها”، مؤكدًا أننا لن نستطيع أن نبني نظاما سياسيا مستقلا وحرا وعادلا، تحت التهديد الدائم بالقتل والاعتقال، لأن أعمال القتل بالجملة، تخلق بيئة خصبة لنشاط كل أجهزة المخابرات المعادية، لكي تدخل على الخط، وتنفذ أعمالا إرهابية لزرع الفتن والاقتتال الأهلي، كما حدث في لبنان والعراق وسوريا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023