تسجل مصر أرقامًا كبيرة في عدد وفيات الأطفال سنويًا، والتي وصلت إلى نحو 70 ألف طفل سنويًّا؛ حيث تتعدد أسباب تلك الوفيات؛ أهمها عدم توافر حضانات حكومية رخيصة تتيح للأهالي فرصة وضع أبنائهم الرضع فيها، خاصةً مع الأيام والشهور الأولى من الولادة.
وقامت “رصد” بجولة في محافظة المنوفية لمعرفة وضع حضانات الأطفال في المحافظة؛ حيث توجد في 10 مستشفيات حكومية نحو 130 حضانة أطفال فقط، رغم أن المحافظة تحتاج على الأقل 200 حضانة أخرى، وهو ما جعل الأهالي تحت كماشة حضانات المستشفيات الخاصة، والتي تصل الليلة فيها إلى 1000 جنيه، فضلاً عن جهاز تنفس الأطفال الذي يصل إلى 300 جنيه.
ويضطر الأهالي إلى حضانات المستشفيات الخاصة لعدم توفر أماكن في الحكومية التي ما زالت تعتمد على الواسطة والقرابة لحجزها.
وقال أحمد عادل، والد طفلة بحضانة خاصة: “بنتي مولودة ناقصة شهر والأطباء قالوا لازم تقعد الشهر في الحضانة رحت الحضانة في مستشفى منوف قالي مفيش مكان رحت مستشفى الجامعة في شبين قالي مفيش مكان، اضطريت أروح مركز خاص بادفع في الليلة 800 جنيه وبجيب لبن وبامبرز وعلاج يومي وبدفع ثمن العلاج جوه الحضانة 400 جنيه يعني 1200 جنيه يوميًّا؛ يعني شهر كامل هصرف كل اللي حيلتي علشان بنتي تعيش، ده ظلم والله المفروض يكون في حضانات حكومية تكفي حاجة المحافظة”.
وأضاف محمود سمير، والد طفل عمره يومين: “فضلت أبحث عن حضانة لابني حكومية مش لاقي خالص، وكان عندي بنتين قبله كنت بروح بيهم مستشفى المواساة قبل ما الحكومة تصادرها وترفع سعر كل حاجه فيها”، مضيفًا: “أنا راجل على قدي بشتغل نقاش وبجيب أكلي باليومية ازاي هدفع 1000 جنيه في الحضانة يعني علشان أخلف عيل أشحت؟!! فين الحكومة قولولهم احنا الشعب ارحمونا”.
كما قالت إيمان صلاح، ممرضة في قسم الحضانات بمستشفى عامة: “الحضانات لها عدد معين لا يمكن أن تزيد عنه علشان أقدر أوفر الرعاية للأطفال الموجودة، أنا ممكن ييجي لي 30 طفل في يوم وأنا عندي 4 أماكن بس الباقي هيروح فين أنا مقدرة طبعًا التكاليف الكبيرة في الحضانات الخاصة وشايفة أن المفروض يتعمل على الأقل 3 حضانات حكومية في كل مركز علشان يسد العجز لكن الحضانات الموجودة حاليًّا مش بتستوعب عدد كبير للأسف، ده غير الطبيب اللي له صاحب أو الممرضة الي لها قريب طبعا بيدخلوا وبيتوفرلهم مكان أكتر من الغريب”.
وكشفت “إيمان” عن الفساد الذي يتم التعامل به في الحضانات الحكومية، قائلة: “الكارثة انهم ممكن يشيلوا طفل من علي الجهاز ويتصلوا بااهله يخدوه حضانة خاصة بجحه ان عندهم حاله حرجه والحقيقة انهم عايزين يحطوا احد الاقارب علي الجهاز ده… وحسبي الله ونعم الوكيل في معدومي الضمير”.