في قرار مثير للجدل أصدرت مديرية الصحة بدمياط قرارًا يحظر تداول كل أنواع المحاليل لكل الشركات، وصرحت بنوع واحد فقط ويسمى “محلول رينجر” والذي تنتجه شركة “وذلك دون أسباب واضحة”.
يأتي ذلك بعد أن تسبب محلول الجلوكوز والسكر والرينجر في كارثة إنسانية الأسابيع الماضية تمثلت في وفاة ستة أطفال بمحافظة بني سويف جميعهم كانوا يعالجون ممن الجفاف.
الحكومة تعالج الأزمة بكارثة
وبحسب صيادلة فإن ذلك القرار يمثل كارثة كبرى جدًا في سوق الأدوية، وذلك لأن الحظر جاء فجأة وبدون سابق إنذار وحتى بدون إجراء تفتيش أو إخضاع هذه المحاليل للمعامل التي تقرر صلاحيتها من عدمه، وكذلك كون الصيدليات ستعتمد على نوع واحد من المحاليل لشركة واحدة سيمثل نوعًا من ندرة المنتج وربما يرتفع ثمنه بطريقة كبيرة أو يتعرض للنقصان من السوق، على الرغم من أهميته؛ لأن شركة واحدة لن تستطيع أن تغطي السوق المحلية كلها على مستوى الجمهورية؛ عيادات خاصة ومستشفيات عامة ومستشفيات استثمارية.
احكتار السوق
يقول أحمد .م . صيدلي: فوجئنا بإخطار الصحة أنه يحظر كل أنواع المحاليل الطبية إلا محلول “رينجر” فقط هو المسموح بتداوله وباقي الأنواع غير مسموح بها ومن يخالف سيتعرص لعقوبات ربما تصل لإغلاق الصيدلية، وهذا النوع تنتجه شركة “إتكوا فارما إيجبت للصناعات الدوائية”.
وبحسب الصيدلي فإن شركة واحدة لن تستطيع تلبية احتياجات السوق كلها، فلو فرضنا أن عطلاً ما بخطوط الإنتاج أو أي شيء يحدث بصفه طارئة؛ معنى ذلك أن المحلول لن يكون موجودًا في السوق.
ويؤكد صيادلة أن شركة “المتحدون” كانت هي الموزع الأكبر للمحاليل في سوق الأدوية وهي المسئولة عن توزيع هذه الأنواع، والآن أصبح الأطفال في مصر تحت رحمة شركة إيتكوا فارما إيجبت، وهو ما يسبب قلقًا لدى الكثير من الصيادلة خوفًا من نقص المنتج ذات الأهمية الكبيرة في سوق الأدوية.
تفعيل الرقابة هو الحل
فيما تضيف “مروة محمد – صيدلانية” أيضًا أنه كان يجب على الصحة أن تفعّل الرقابة والتفتيش على الصيدليات للتأكد من صلاحية الأدوية ومن قبل الصيدليات.. أين رقابة وزارة الصحة على مصانع وشركات الأدوية؟ الصيدلية مجرد موزع لمنتج كان يجب أن تكون الرقابة مبكرة من بداية الإنتاج ولا يخرج للسوق إلا المنتج المطابق للمواصفات الصحيحة والسليمة والملائم للاستخدام، لكن ما ذنب الصيدلي في سحب عدة أصناف مهمة للسوق من صيدليته فجأة، والعجيب أنه لا يوجد البديل.
بزنس الدواء!
ويطرح عماد .م – صاحب صيدلية سؤالاً مهمًّا: “هل أصابت كل أنواع المحاليل التي تنتج في مصر الفساد فجأة، على الرغم من وجودها في السوق وتستخدم منذ سنين؟ أو أن هناك تهيئة في السوق لشركة جديدة تجهز لها الساحة وتخلى من جميع المنافسين وعلى حساب صحة الناس وأرواحهم؟ ويشير بصراحة: الموضوع فيه حاجة مش مفهومة أبدًا لأن مش منطقي كل الأنواع تطلع سيئة وفاسدة فجأة إلا نوع واحد وتصدر التعليمات بالاكتفاء به فقط”.
ويطالب الصيادلة بتفعيل الرقابة من المنبع على شركات الأدوية وتطبيق القانون بصرامة شديدة؛ حتى لا يخرج للسوق ولا يصل للصيدلية إلا الدواء الصالح للاستخدام حتى لا تقع مثل هذه الكوارث التي يدفع ثمنها دائمًا الغلابة من المواطنين بخسارة في الأرواح.