تناولت بعض المواقع الإخبارية الأيام الماضية أنباء عن مشاركة جنود مصريين في عملية تحرير اليمن البرية، في الوقت الذي لم يخرج فيه تصريح رسمي بشأن حقيقة تلك الأنباء التي بدأت تنتشر منذ مارس الماضي.
وقال موقع “ميدل إيست آي” إن “الانتصارات المتتالية في اليمن جاءت في أعقاب تدخل قوات برية مصرية وإماراتية وسعودية، لم يعلن عنها”.
وأشار الموقع إلى أن عدم الإعلان عن تدخل بري مباشر له أهداف استراتيجية ومحلية؛ حيث لم ترغب الدول الثلاث في تدخل بري شامل، وإنما البدء بقوات محدودة لدعم قوات يمنية تم تدريبها وبناؤها ودعمها عسكريًا على الأرض، تحسبًا لخسائر يمكن التكتم عليها في الأرواح أو المعارك، فضلًا عن عدم استفزاز إيران أو روسيا.
وأوضح الموقع أنه في أعقاب تحقيق هذه الانتصارات المتتالية وانتقال قوات اليمن الموالية لهادي والخليج من الدفاع إلى الهجوم وطرد قوات الحوثيين من عدن والانتقال لمرحلة تحرير مدن الشمال حتى صنعاء، تم الإفراج عن أنباء عن مقتل 3 عسكريين من الإمارات في اليمن دون تحديد تاريخ وفاتهم.
وكان عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، قد أعلن أن مصر ستشارك بقوات برية ثم عاد ليؤكد في إبريل أن مصر لن ترسل قوات برية، ثم فوجئ المصريون بقرار لمجلس الوزراء في مايو الماضي يمدد عمل القوات المصرية في اليمن مدة 3 أشهر، ليكتشفوا ضمنًا أن قرارًا صدر في 26 مارس الماضي بإرسال قوات إلى اليمن دون إعلان.
ونفت مصادر يمنية لـ”رصد” وجود أي قوات مصرية تشارك في عمليات برية ضد الحوثيين، لافتين إلى أن المصريين عددهم قليل لا يتجاوز المئتين ويشاركون جنود التحالف في عمليات التأمين فقط.
وقال فؤاد مسعد، المحلل السياسي اليمني: “إن الجنود المصريين يشاركون قوات التحالف البرية من السعودية والإمارات في عمليات التأمين لمراكز الإدارة العسكرية داخل اليمن ومن بينها مطار عدن”.
وأضاف “مسعد” في تصريح لـ”رصد”، أن قوات التحالف البرية عبارة عن قوة برية ولا مقارنة في العدد بينهم وبين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، الذين هم أصحاب الفضل في تحرير عدن.
ولفت إلى أن القوات المصرية كان لها تأثير عبر اللنشات البحرية في قصف مواقع الحوثيين والمراكز العسكرية التي كانت تحت سيطرتهم، في الوقت الذي كان فيه الطيران الحربي للسعودية يمنع وصول الإمدادت إلى الجنوب.
وفي نفس السياق، أكد “مسعد” أن المقاومة الشعبية في اليمن مدعومة بالقوات الموالية للرئيس هادي منصور تواصل تقدمها وتسيطر على مناطق واسعة في أبين وزنجبار، جنوبي البلاد.
ويقول الشيخ مختار الصفتي، قائد إحدى فرق المقاومة في اليمن، أنه بالنسبة للتحالف الدولي فمنذ اليوم الأول عمل على الحفاظ على تفعيل دور المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، موضحًا أن القوات البرية للتحالف لن تستطيع قتال الحوثيين، فاليمنيون أدرى بأراضيهم.
وأضاف الصفتي -في تصريح لـ”رصد”- أن التحالف يقوم بتمركز قواته البرية التي لا تتعدى 3000 جندي من بينهم مصريين، في المواقع الرئيسية التي تم تحريرها مثل مطار عدن، ومعسكرات الجيش القديمة والسجون وغيرها.
وتابع: “بفضل الأمان الذي يحظى به كل من ميناء ومطار عدن بات جلب أي تعزيزات وإمدادات سواء من البحر أو الجو امر سهلا، وسيكون نشر قوات الهجوم الجوي والمشاة مصحوبًا بانتشار المتخصصين القادرين على توجيه الضربات الجوية بدقة، وهو ما سيعزز فعالية الدفاع ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح”.