شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تفكيك حجج إدارة أوباما حول الاتفاق النووي الإيراني

تفكيك حجج إدارة أوباما حول الاتفاق النووي الإيراني
هل كانت إيران تسعى حقيقة إلى إنتاج قنبلة نووية أم لا؟ بالنسبة إلى الإيرانيين فهم أنكروا دومًا أن يكون هدفهم إنتاج قنبلة نووية حتى وصل الأمر بالرئيس روحاني أن يقول إنّه لم يكن لدى إيران أبدًا أية نوايا لإنتاج قنبلة..

هل كانت إيران تسعى حقيقة إلى إنتاج قنبلة نووية أم لا؟ بالنسبة إلى الإيرانيين فهم أنكروا دومًا أن يكون هدفهم إنتاج قنبلة نووية حتى وصل الأمر بالرئيس روحاني أن يقول إنّه لم يكن لدى إيران أبدًا أية نوايا لإنتاج قنبلة ولن يكون لديها أية مساعٍ مستقبلاً أيضًا في هذا المجال.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، إذا لم يكن الإيرانيون قد سعوا أو يسعون إلى القنبلة النووية، فلماذا هذه الهرولة من الجانب الأميركي إلى عقد اتفاق سيئ بهذه المعايير؟ أما إذا كان الأميركيون يعلمون جيدًا أن الإيرانيين سعوا ويسعون إلى قنبلة نووية، فهذا يعني أنّهم يعلمون أن الجانب الإيراني كاذب وأنّه لن يتورّع عن استخدام الاتفاقية من أجل تحسين موقفه لاحقًا لمتابعة ما يسعى إليه وأنّ هذا الاتفاق لن يوقفه، وإنما سيكون بمنزلة استراحة لهم في أسوأ الأحوال.

على العموم، خلال الأسبوع الماضي كان هناك تشديد من قبل الإدارة الأميركية على عدد من الحجج التي بدت أنّها غير قابلة للنقض أو المناقشة، وقد تمّ تكرارها سواءً في جلسات الاستماع إلى وزير الخارجية جون كيري أو في خطاب الرئيس أوباما، لكنّ المناقشة الجدلية لهذا الطروحات التي يتم تسويقها على أنها حقائق لا بديل عنها تشير إلى أنّها ليست صحيحة، ومنها:

أولًا: الاتفاق يقطع الطريق على إيران للوصول إلى القنبلة النووية

كل نقاش إدارة أوباما حول هذه النقطة يرتكز على نظرية أن إيران تبعد قرابة شهرين إلى ثلاثة أشهر عن امتلاك ما يكفيها من مواد لازمة لصناعة القنبلة النووية، وأنّ الاتفاق سيوسّع هذه المدّة الزمنية أو الفترة الفاصلة إلى سنة. لا أحد يناقش “ماذا بعد أن ينتهي مفعول الاتفاق خلال 10 إلى 15 سنة”؟ “كيف سيكون وضع إيران النووي والتكنولوجي والصاروخي والعسكري في حينه إذا ما التزمت بالاتفاق”؟ و”كم ستكون المدة الزمنية الفاصلة حينها”؟.

الجواب على هذا السؤال سهل، في القوس والنشّاب، عندما نشدّ النشّاب إلى الخلف، فهذا يعني أنّه يتراجع، لكنّ هذا التراجع مرحلي وهدفه النهائي هو الانطلاق الى الأمام. الاتفاق النووي الأميركي مع إيران كحال القوس والنشاب، فهو يرجع البرنامج النووي الإيراني في بعض أجزائه ولكن ليس لكي يقف أو يتعطّل كما يتم الترويج له وإنما ليعود إلى الانطلاق مجددًا كالسهم، وهذا يعني أنّ المدة الزمنية ستتقلص حينها من سنة إلى أيام معدودة بحسب الخبراء. فإاذا كان تقييمنا الحالي أنّ شهرين أو ثلاثة أشهر هو أمر خطير وغير مقبول به الآن، فما الذي سيجعلنا نعتقد أنّه سيكون مقبولًا لاحقًا وغير خطير عندما يكون أقل زمنيًا!!

ثانيًا: جميع الخيارات السابقة ستكون متاحة مستقبلًا

تقول إدارة أوباما إنّ إيران إذا خرقت الاتفاق لاحقًا، فإن جميع الاحتمالات القائمة حاليًا ستبقى على الطاولة حينها، ما يعني إمكانية إعادة فرض العقوبات عليها وإمكانية استخدام الخيار العسكري ضدّها.

لكن إدارة أوباما نفسها قد ضحّت بكل شيء وتخلّت عن أدنى المعايير المقبولة للاتفاق “الجيّد”؛ وذلك من أجل تفادي إمكانيّة اندلاع حرب مع إيران. فإذا كانت الإدارة الأميركية تفعل كل ذلك من أجل أن الحرب مع إيران الآن وهي في موقع ضعيف سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا، فما الذي يجعلنا نؤمن بانّ هذه الإدارة ستكون مستعدة لمواجهة إيران عسكريًا وهي في وضع أقوى مما هي عليه الآن؟! بمعنى آخر، إذا كانت الإدارة تعتقد أنّ مواجهة إيران اليوم هو خيار سيئ ولهذا يجب الاعتماد على الدبلوماسية، ما الذي سيتغير مستقبلًا بخصوص هذه المعادلة باستثناء أنّ إيران ستصبح أقوى؟!

ثالثًا: هذا الاتفاق سيحقق الاستقرار للمنطقة

بعد أيام قليلة من التأكيدات الأميركية على أنّ الاتفاق سيعزز من الاستقرار والأمن في المنطقة، خرج المرشد الأعلى علي خامنئي ليؤكّد أنّ بلاده ستواصل دعمها لنظام بشار الأسد، والحكومة العراقية ولبنان واليمن، مضيفًا أن الاتفاق النووي الإيراني لن يغير سياسة طهران في مواجهة “الحكومة الأميركية المتغطرسة ولا سياستها في دعم أصدائها بالمنطقة. وما زاد الأمور تعقيدًا أنّ هذا الاتفاق أطلق مباشرة سباق تسلّح رهيب في المنطقة؛ إذ ستقوم الولايات المتّحدة بتقديم دعم عسكري إضافي إلى إسرائيل بعشرات المليارات من الدولارات، بالإضافة إلى أحدث الأسلحة لا سيما في سلاح الجو ومنظومة الصواريخ، كما تعهدت واشنطن أيضًا لدول مجلس التعاون الخليجي بدعم عسكري كبير مقابل عشرات المليارات من الدولارات لا سيما صواريخ وأنظمة دفاعية، وفي المقابل فهي سترفع العقوبات عن إيران (ماليًا وعسكريًا) وهذا سيؤدي إلى سباق تسلح تقليدي محموم سيزيد الأمور تعقيدًا وتفجيرًا.

رابعًا: الخيارات المتوافرة هي إما قبول الاتفاق أو الحرب

يمكننا أن نفهم من كلام أوباما هذا أنّه ليس هناك خيارات أخرى أصلًا، فإما الاتفاق السيئ وإمّا الحرب، لكن ووفقًا لرئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، هناك عدّة خيارات في حال فشل الاتفاق النووي. أيضًا في الكونجرس هناك من يرى أن أحد الخيارات هو العودة للتفاوض على اتفاق أفضل، وهناك من يرى أن التمسك بالعقوبات وفرضها بشكل أكبر وأكثر تماسكًا سيكون له نتائج إيجابية. خيار الإطاحة بأذرع إيران الإقليمية في سوريا والعراق أيضًا متاح لإضعاف النظام الإيراني والضغط عليه، لكن الإدارة الأميركية لا تريد أن ترى من هذا المنظور.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023