قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن التفريعة الجديدة التي قام بها قائد الانقلاب لن تفيد الاقتصاد المصري.
وأشارت الصحيفة، في التقرير الذي نشرته اليوم، إلى الاحتفال الضخم الذي قامت به الدولة لافتتاح ما أطلق عليه قائد الانقلاب القناة الجديدة، معتبراً إياها حجر الزاوية لبرنامجه للإصلاح الاقتصادي.
واعتبرت الصحيفة أن “القناة الجديدة” بحسب ما يدعي قائد الانقلاب لا تمثل إلا ثلث قناة أخرى موازية موجودة بالفعل، مبينة أن الضجة المثارة حول هذه القناة لن تبدد مخاوف المستثمرين.
ولفتت إلى الفشل الذي صاحب مشاريع السيسي الأخرى، مثل مشروع إنشاء العاصمة الجديدة الذي توقف تماماً بعد شهور من الإعلان عنه، ويقول الخبراء إن عوامل عدة مثل نقص الطاقة، ونقص النقد الأجنبي، والقيود المفروضة عليه، والخطر المتنامي للعنف الموجه للحكومة كلها عوامل تقف عائقاً أمام الاستثمارات التي تتوقعها الحكومة.
ورأت الصحيفة أن الميزة الوحيدة للقناة هي تقليل وقت المرور بمقدار ساعات قليلة؛ مبينة حكومة السيسي أخبرت المصريين بأن هذا التوسع سيضيف مئة مليون دولار سنوياً، وسيخلق مليون فرصة عمل، وهذه الأرقام مستحيلة تماماً طبقاً لما ذكرته الاقتصادية المصرية، ريم عبد الحليم.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اقتصاديين أن قيام قائد الانقلاب باختصار مدة تنفيذ المشروع لعام واحد فقط قد ضاعف التكلفة بشكل كبير دون أي نتائج ملموسة.
وكشفت نيويورك تايمز أن القناة الحالية تعمل بطاقة أقل من الحد الأقصى منذ ثماني سنوات، وتباطأ عدد السفن المارة هذا العام بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين، وانخفاض الطلب الغربي على النفط الخليجي.
وذكرت الصحيفة أن التفريعة الجديدة ليست الأولى حيث أضافت الحكومة عام 1955 ثلاث تفريعات موازية للقناة الأصلية تبعها ثلاث أخرى عام 1980، وعملت الحكومة خلال العقود الماضية لزيادة عمق القناة بهدف استيعاب السفن الكبيرة، وستضيف القناة الجديدة 30 ميلاً للتفريعات الموازية لكنها لن تشكل قناة موازية كاملة.
وشككت الصحيفة في أن يحقق المشروع فرص العمل المستهدفة منه لأن تقليل وقت المرور ليس عاملا حاسما في جذب الاستثمارات التي من المقرر أن تقوم المشاريع على ضفتي القناة.
واعتبرت الصحيفة أن انقطاع الكهرباء عن المصانع يمثل عامل طرد للمستثمرين، على الرغم من قيام الحكومة بإنفاق مليارات الدولارات القادمة من الدول الخليجية في صورة منح ومساعدات على مشاريع الكهرباء فإن الحكومة قامت بقطع الكهرباء عن المصانع لتوفيرها للمنازل.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى إطلاق المصريين وصف “الفنكوش” على مشروع التفريعة الجديدة والعاصمة الجديدة لكن أشرف سالمان وزير الاستثمار، رفض هذا الوصف بشدة.