“جمعتهم مهنة الإعلام وجمعهم الموت بالسكتة القلبية في يوم واحد، وذلك رغم اختلاف أفكارهم وبلادهم”، تلك باختصار قصة الإعلاميين العرب الثلاثة الذين وافتهم المنية الجمعة الماضي؛ لأسباب مرضية مختلفة، ليرحلوا عن دنيانا مخلفين وراءهم ما قدموه للجمهور العربي شاهدًا لهم أو عليهم.
وكان ثلاثة إعلاميين عرب قد رحلوا، الجمعة الماضي؛ لأسباب صحية مختلفة، هم: الإعلامي الفلسطيني عيسى أبو العز، 54 عامًا من نابلس، وتوفي بعد أسبوعين من إجرائه عملية قلب مفتوح؛ حيث كان يعاني من مشاكل في القلب.
كما عثر أيضًا، يوم الجمعة الماضي، على الإعلامي سعود الدوسري، متوفى داخل مقر سكنه في العاصمة الفرنسية “باريس”؛ إثر إصابته كذلك بسكته قلبية.
وفي اليوم نفسه، توفي الإعلامي الأردني، نايف المعاني، 59 عامًا؛ إثر أزمة قلبية حادة أيضًا.
شبكة “رصد” الإخبارية تحاول، في هذا التقرير، إلقاء الضوء على بعض السير الذاتية للإعلاميين الراحلين:
“يوسف أبو العز” صوت فلسطين الحر
وكان الإعلامي عيسى يوسف أبو العز، قد توفي في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، عن عمر يناهز 54 عامًا، وهو إعلامي فلسطيني من مخيم العين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت مصادر عائلية لوكالة “صفا”، أن أبو العز كان قد أجرى قبل أسبوعين عملية قلب مفتوح؛ حيث كان يعاني من مشاكل في القلب.
وكان أسس تلفزيون “آفاق” المحلي عام 1994، والذي تعرض للإغلاق ومصادرة معداته من قبل الاحتلال عدة مرات، آخرها عام 2008؛ بدعوى صلته بحركة حماس، قبل أن يؤسس محطة تلفزيونية أخرى باسم “تلفزيون أضواء”.
وخلال انتفاضة الأقصى، كان تلفزيون آفاق مصدرًا رئيسيًا للمعلومة حول كل الأحداث الميدانية في المدينة، ونتيجة لذلك تعرض التلفزيون للاقتحام والتدمير 3 مرات على يد الاحتلال خلال العقد الماضي.
ورافق عمليات الاقتحام والتدمير، مصادرة الأجهزة والمعدات، مما كبده خسائر فادحة، وبلغت الخسائر في المرة الأولى عشرات آلاف الدولارات، وفي المرة الثانية كانت الخسارة أكثر من 100 ألف دولار، وفي المرة الثالثة كانت أكثر من 150 ألف دولار.
وتعرض أبو العز، الذي يعمل محاضرًا بقسم الكيمياء في جامعة النجاح الوطنية، للاعتقال عدة مرات وأبعد إلى مرج الزهور مع قادة وكوادر حركة حماس عام 1992.
“الدوسري” السعودي المؤثر
الإعلامي السعودي “سعود الدوسري”، رحل أيضًا، الجمعة الماضي؛ حيث عثر عليه متوفى داخل مقر سكنه في باريس؛ إثر سكتة قلبية.
وكانت آخر تغريدات الراحل غرد بها في أواخر رمضان للحث على أهمية التحلي بالأخلاق الإسلامية، قائلًا فيها: “ليس مهمًا أن يكون في جيبك القرآن، بل المهم أن تكون في أخلاقك آية، منقول بتصرف”.
وكان آخر ظهور تلفزيوني له مقدمًا في البرنامج الحواري “ليطمئن قلبي” على قناة روتانا خليجية خلال رمضان الماضي والذي استضاف في حلقاته المفكر الدكتور عدنان إبراهيم، للنقاش حول أبرز القضايا الاجتماعية والدينية الشائكة.
وبدأ الدوسري حياته من الإذاعة وتقديم الأخبار ثم قدم مجموعة من البرامج المباشرة من ضمنها “صباح الخير يا عرب” وبرنامج “حنين” الذي يسلط الضوء على الفنانين العرب ضمن مقابلات شخصية، وبرنامج “ليلكم فن” المباشر من القاهرة وغيرها من البرامج، وتنقل بالعمل بين الإذاعات والقنوات الفضائية ومنها مجموعة mbc وشبكة أوربت وأخيرًا في روتانا خليجية.
وحصل الراحل الدوسري، على جائزة أفضل مذيع عربي عام 1995 من إحدى المجلات، وعلى جائزة جوردون أووردز كأفضل مذيع عربي عام 2010.
رحيل الإعلامي الأردني “نايف المعاني”
وأمس الجمعة أيضًا، رحل الإعلامي والصحفي نايف المعاني، عن عمر يناهز 59 عامًا؛ إثر أزمة قلبية حادة.
والمعاني صحفي أردني عمل في عدة وسائل إعلام أردنية، أهمها والأكثر قربًا منه «الدستور».
ويعد من أبرز الوجوه الإعلامية التلفزيونية والأصوات الإذاعية؛ حيث قدم في الفترة الأخيرة عدة برامج على الهواء مباشرة مع المواطنين تتناول همومهم وقضاياهم، وعمل في إذاعة الأمن العام والقوات المسلحة وقناة الحقيقة الدولية، وعمل الفقيد في العديد من الصحف منها «صوت الشعب» و«الأسواق» قبل «الدستور».