وضع الباحث السياسي، علاء بيومي، ثلاثة سيناريوهات أمام التيارات الدينية في العالم العربي (بين الجهاديين والإسلاميين وما بعد الإسلاميين).
وقال إن السيناريو الأول هو الصاعد بعد فشل الربيع العربي، والذي يعرف بالتيارات الجهادية، والتي أصبحت متمكنة بالفعل في عدد من الدول العربية وستستمر لعدة سنوات، وهي تدفع لتحالف دولي مع النظم الاستبدادية للقضاء عليها حتى على حساب تدمير مدن بأكملها، ولن يكون لها المستقبل.
وأضاف، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “هذه التيارات تعود لدولة ما قبل قومية، دولة طائفية لا تعرف المساواة بين المواطنين ولا التسامح”.
وتابع “بيومي” منشوره قائلا: “أما السيناريو الثاني كان سيناريو الإخوان في مصر، وهو التيار الديني التقليدي المتصالح مع الديمقراطية في ظل ما يعرف بالدولة الإسلامية، وهي دولة أكثر تسامحا من طائفية التيارات الجهادية ورفضها المساواة، ولكنها لا تضع حقوق الإنسان والأقليات وقضية الحرية موضع القلب من حركتها”.
ويوضح “بيوم” أن السيناريو الثالث هو ما بعد الإسلاموية، أو صعود تيارات متدينة تعددية لا تنشغل بالسيطرة على الدولة لإقامة ما يسمى بدولة إسلامية، بل تنشغل بالحقوق والحريات الجميع وتؤمن بالتعددية الثقافية والدينية في المجتمع وترفض استخدام المؤسسات الدينية في العمل الحزبي، وتطالب باحترافية العمل السياسي وتفصله عن الدعوي، بحسب ما قال.
ورأى “بيومي” أن السيناريو الثالث كان المأمول لو استمرت التجربة الديمقراطية، وهو الآن يعاني بسبب هزيمة “الإسلاميين” و”صعود الجهاديين”.
واختتم “بيومي” منشوره بقوله: “ولكن أعتقد أن صعود “الجهاديين” مؤقت وأنه على الرغم من تحول بعض “الإسلاميين” إليه تحت ضغط قمع الاستبداد الرهيب فسوف ينهزم بعد درجة دمار عالية ومنتشرة، كما سينهزم الاستبداد نفسه، ولكنه لن يختفي، ولن يختفي الإسلاميون”.
وختم الباحث السياسي علاء بيومي، منشوره بقوله: “ولكن الأمل في أن يتعلم الجميع بعد فترة من الصراعات المؤلمة أهمية العيش في دولة تؤمن بالتعددية الدينية، وتعطي الجميع الحق في التدين على قدم المساواة، وذلك كأفضل وسيلة لحماية الدين والدنيا معا”.
