نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا اليوم، قالت فيه إن ما أسمته هبة مصر -في إشارة إلى تفريعة قناة السويس الجديدة التي افتتحت اليوم- والتي تكلفت ثمانية مليارات دولار ربما لم يكن هناك ضرورة لها.
وسخرت الصحيفة من أنه لم تكن هناك دراسات جدوى علنية للمشروع، قائلة: “المشروع فقط تم بأمر من “الرئيس الجديد” -بحسب تعبيرها- الذي أراد لمصر أن تحفر قناة جديدة، بل وأراد أن ينتهي حفر القناة في سنة واحدة!!”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية أمطرت البلاد بوابل من الرسائل والشعارات والأضواء والدعاية التي تمجد كلها في القناة الجديدة، لأنها ستضاعف حركة الملاحة وستغير العالم.
واعتبرت الصحيفة أن الممر الموازي للقناة الذي يبلغ طوله 23 ميلا لن يكون له نفس تأثير الممر القديم على التجارة العالمية، ومن المرجح أن يقوم المشرورع فقط باختصار الوقت اللازم لعبور الحاويات لبضع ساعات، وكما يقول الخبراء فإن حركة الشحن تباطأت منذ الانهيار الاقتصادي عام 2009.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور أحمد كمالي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، القول بأن المشروع هو مشروع سياسي، وتحاول الحكومة المصرية استغلاله لتعطي انطباعا بأنها تبدأ مرحلة اقتصادية جديدة، معتبرا أن تقديرات عوائد المشروع مبالغ فيها بشكل كبير، حسب ما نقلت الجريدة.
ورأت الصحيفة أن تعهدات الإصلاح السريع للاقتصاد المصري، التي قد لا تتحقق، من الممكن أن تكون لها نتائج عكسية على “السيسي” الذي كان قد دعا المصريين العام الماضي أن يمولوا التوسعة الجديدة عن طريق سندات تصدرها الدولة، وقام المواطنون بالاستجابة السريعة ليتم تمويل تكاليف المشروع في غضون أيام.
وختمت الصحيفة بقولها: “مع استمرار معاناة المصريين العاديين من الفقر فمن المرجح أن ينمو السخط تجاه حكومة السيسي، لكن حتى الآن ما زالت أضواء الاحتفال تتلألأ في ميدان التحرير بالقاهرة والأماكن الراقية”.