خلال الأيام الأخيرة، ومع الدعاية الفجة لافتتاح تفريعة قناة السويس، اشترك مؤيدو السيسي مع مسؤولي نظام الانقلاب العسكري في إصدار عدة أقاويل وأخبار دعائية مبالغ فيها عن التفريعات قناة السويس.
ونستعرض في هذا التقرير عددا من أبرز الأقاويل والأخبار الدعائية التي لم تثبت أو التي تتسم بالمبالغة الشديدة.
مارك زوكربيرج مؤسس الفيس بوك
ترددت شائعات بين مؤيدي الانقلاب العسكري، مفادها أم مارك زوكربيرج مؤسس الفيس بوك سيحضر حفل افتتاح قناة السويس المقرر غدا الخميس. كما أنه سيقوم بزيارة مركز “الفيس بوك” في القناة، حيث نشروا صورة له بجوار إحدى سفن الشحن مشيرين إلى أن هذه السفينة موجودة في قناة السويس، بينما أكدت صفحة مارك في “فيس بوك” أن تلك الصورة كانت أثناء زيارته لبنما.
إيهاب مميش ومليارات قناة السويس بعد التفريعة الجديدة
وقال رئيس هيئة قناة السويس، فى تصريحات صحفية له، إنه من المتوقع أن تصل إيرادات القناة بنهاية العام المالي “2014/2015” لـ40 مليار جنيه.
وفي تصريحات أخرى، قال مميش إن “زيادة معدل نمو التجارة العالمية سيتزيد من ربحية قناة السويس علاوة على أننا نعمل على مشروع التنمية فى قناة السويس، وإن شاء الله هانعدى الـ 13 مليار دولار المتوقعة وسنصل لـ 18 و20 مليار دولار“.
وزعم مميش إنه بحلول عام 2023 سيتم زيادة دخل قناة السويس إلى 13.4 مليار دولار، مشيرا إلى أن مشروع التنمية حول قناة السويس قائم على 6 موانئ ومنطقتين صناعيتين.
ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى الدهشوري، أستاذ هندسة الموانئ وحماية الشواطئ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن تفريعة قناة السويس الجديدة لن تكون سببا في زيادة عدد السفن المارة، بينما ستسهل عملية المرور.
وأضاف الدهشوري في تصريح لـ”رصد” أن زيادة الدخل مرتبطة برفع التفريعة الجمركية، وزيادة نشاط التجارة الملاحية على مستوى نسبة السفن المارة عبر قناة السويس، لافتا إلى أن 18 % فقط من حركة التجارة الملاحية تمر عبر السويس.
المشروع الثالث بعد السد العالي والأهرامات
اعتبر أشرف سالمان، وزير الاستثمار بحكومة محلب، أن تفريعة قناة السويس الجديدة، ثالث مشروع قومي بعد الأهرامات والسد العالي. قائلًا: “ألف مبروك لكل المصريين على هذا الإنجاز العظيم”.
وقال سالمان في تصريحات لبرنامج “السادة المحترمون”، الذي يعرض على فضائية “أون تي في”: “سمعت عبارة من عالم مصري مقيم في كندا، أحب دائمًا ترديدها أثناء حديثي عن قناة السويس، وهي أن هذا المشروع يعد ثالث مشروع قومي في مصر، منذ عهد الفراعنة، بعد الأهرامات والسد العالي”.
التفريعة الجديدة مثل حفر الخندق
وكانت وزارة الأوقاف، قد وزعت الاثنين الماضي، خطبة جمعة موحدة عن قناة السويس الجديدة وافتتاحها، على جميع الأئمة، مطالبة بالالتزام بها ومحاسبة غير الملتزمين.
وشبهت الخطبة مشروع قناة السويس الجديدة، بحفر الخندق في غزوة الأحزاب بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، معتبرة أن القناة الجديدة فتح من الله تعالى لمصر، وإيذان بانتصارها على أعدائها، وأنها لا تقل عن عبور خط بارليف في حرب أكتوبر 1973 المجيدة.
وعلق الدكتور حمد الهواري، عضو مجمع البحوث الاسلامية، على ما قامت به وزارة الأوقاف، مشيرا إلى أن هناك فرق كبير بين حفر الخندق وحفر تفريعة قناة السويس، لافتا إلى أن الخندق كانت احدى وسائل الحرب والدفاع عن المدينة، وكان على رأسها عشرات الصحابة والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، متسائلا باستنكار: “كيف نشبه الرسول وأصحابه بحاكم ومستشاريه في هذا العصر؟!!”.
وأضاف الهواري – في تصريح لـ”رصد” – أن حفر الخندق كان حربا بينما حفر تفريعة القناة هو مشروع اقتصادي، وأخشى أن يتمادى علماء مصر في تشبيهات مواقف الحكام بالرسول والصحابة أكثر من ذلك، مطالبا وزارة الأوقاف بعدم ربط خطوات الرسول وأصحابه بمشاريع الدولة الحالية.