شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حكاية مُعمِّر لبناني.. 117 عامًا.. ابنه الأكبر 86 عاما والأصغر 5 سنوات

حكاية مُعمِّر لبناني.. 117 عامًا.. ابنه الأكبر 86 عاما والأصغر 5 سنوات
بلغ المعمر اللبناني سليمان محمد المل من العمر 117 عامًا، من بلدة "حكر جنين" في عكار، شمالي لبنان، وله من الأبناء 8، منهم 3 بنات و5 أولاد، أكبرهم في السادسة والثمانين، من زوجته الأولى المتوفية، إضافة إلى 5 أبناء، منهم ابنتان و

بلغ المعمر اللبناني، سليمان محمد المل من العمر 117 عامًا، من بلدة “حكر جنين” في عكار، شمالي لبنان، وله من الأبناء 8، منهم 3 بنات و5 أولاد، أكبرهم في السادسة والثمانين، من زوجته الأولى المتوفية، إضافة إلى 5 أبناء، منهم ابنتان و3 أولاد أصغرهم يبلغ من العمر نحو 5 سنوات، من زوجته الثانية.

ونشر موقع “عربي 21” أن “المل” يختلف عن غيره بالنظرة إلى الحياة، والعائلة، وهو بالأمس القريب فقط، توقف عن إنجاب الأطفال؛ بسبب فقدان زوجته لجنينها، بعد أن وقعت أرضًا منذ سنوات أربع.

يؤمن الحاج “المل” أن حظه مع شريكة حياته الأولى “سميرة”، التي توفيت قبل سنوات، إثر مرض عضال، فهو يعرف معنى الوفاء والالتزام لهذه الزوجة التي كانت “مثالًا يحتذى به في تربية الأبناء، ومواجهة شظف العيش”.

وتوفيت أم أبنائه الزوجة والأم، ليجد نفسه وحيدًا عاجزًا عن تربية أطفاله، الأمر الذي دفعه وبإرادة ربانية للزواج من الشريكة الثانية، التي تحمل الاسم نفسه، ما جعله يعتقد أن اسم سميرة كالقديسين، ويعني له النعم والهناء، والوفاء، والتضحية، على حد تعبيره.

وطأت أقدام أجداده أرض “حكر جنين” مع عائلة “المراعبة”، التي حكمت أرض عكار، على مدى قرن ونيف من الزمن، في منتصف القرن الثامن عشر 1753، إلى حين انتهاء الحكم العثماني للبنان، مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1918.

نفس العائلة “المراعبة” اتخذت من بلدة البيرة، والتي كانت تسمى ببيرة الحكم، مكانًا لبسط نفوذها على كل المنطقة بدءًا من “ضهر النصّار” في جبال عكار  جنوبًا، وصولًا إلى طرطوس شمالًا في سوريا.

وقال المل -لـ”الأناضول”-: “لكن ورغم كل شيء، سبحان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير ..”.

ولا يحدد العم المّل زمنًا لولادته، كون العائلات لم تكن في الماضي، تسجل مواليدها فورًا في دائرة النفوس، لكنه يقول إن عمره يترواح بين 115 و 117 عامًا.

أضاف -وعلى وجهه علامة الصرامة والجدية- “إن شاء الله أنا صادق بما أقول.. ما أعرفه تمامًا أنني عملت ووالدي على شق السكة “أي الطريق” من حلبا إلى البيرة في عكار، وهي  الطريق التي شُقّت على أكتاف وسواعد الرجال؛ إذ إن المراعبة قرروا شقها من أجل الحصول على الغلال، بعد أن كانت البيرة هي مكان الحكم، وأعتقد أن ذلك كان في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي”.

ويُفاخر الحاج بهمته وقوته وصموده وصبره، قائلًا: “الهمة طيبة إلى الآن والحمد لله، السر هو في الأكل ونوعيته، لا آكل كيفما أتفق، أو ما يقع عليه ناظري، لا آكل أي شيء لا أعرفه، والشيء الذي أعرف أن ليس فيه فائدة للصحة أتجنبه كليًا”.

ويضيف “كل ما أتناوله يجب أن يكون من الزيت الطبيعي، أي زيت الزيتون الأصلي، لا أتناول الزيت الاصطناعي، هناك أكلات مضرة بالصحة”.

ويتابع: “تجد البعض يقول إنه لا يستطيع العيش دون أكل اللحوم، هذا صحيح، ولكن لحم البقر داء، أما حليبه ولبنه فهو بمنزلة دواء، والماعز حليبها ولبنها هو دواء فعال، والغنم لحمها دواء، وحليبها ولبنها داء، هذه هي القاعدة التي أتبعها”.

هذا ما ساعد الحاج “المل” برأيه، على الإنجاب، ويمازح قائلًا: “إلى الآن ما زلت أنجب أطفالًا والحمد لله، ولو كنت في بلد أجنبي لكان لي مكانة وسمعة، وموضع اهتمام، وتلقيت مساعدات.. عتبي الشديد على الدولة، وأنا بهذه السّن، وبشيخوختي هذه، وشيبتي، ولا أتمتع بحقوق، فالشيخوخة لها حقوق على الدولة”.

يتحدث الحاج “المل” عن نفسه، قائلًا: “أحب كل الناس؛ لأن أبانا وأمنا هما واحد، خلقنا من آدم  وحواء.. أنا أخ الشيعي والدرزي والنصراني والسني، وليس لي أعداء وأحب الجميع، وأدعو الله أن يزول كل الكره الواقع هذه الأيام بين الناس”.

وعن آخر أولاده، يقول: “خرج إلى الدنيا منذ  خمس سنوات إلا شهرين، وأسميته حيدر، حينها قررت التوقف عن الإنجاب، بعد أن كانت زوجتي حاملًا فوقعت وفقدت جنينها”.

وهو يشد على قبضته، يقول: “لكن لا تزال الهمة قوية لإنجاب الأطفال حتى الآن.. جيلنا مختلف عن الجيل الحالي، الذي أتضرع إلى الله كي يبعث له العقل الكامل، كي يهتم بحياته، ويعمل لمصلحة وطنه، وأتمنى أن يبعث له الهدوء والسكينة”.

وحول ما إذا كانت النساء تجذبه حتى الآن، يرد الحاج ضاحكًا: “من لا يحبهن، ولكنني أخاف من زوجتي، فهي بلاء”.

اليوم، عائلة الحاج “المل” مع أبنائه وأحفاده، وأحفاد أبنائه تناهز الثلاثمائة، كما يقول: “ولولا خوفي من الاسترزاق، وصعوبة إطعام وإكساء الولد الجديد، لأقدمت مجددًا على الإنجاب”.

ويتابع: “هناك مشكلة، أن أولادي يعبرون عن استيائهم فيما لو أنجبت؛ لأن الإنجاب اليوم يحتاج إلى موازنات، وإطعامهم وكسوتهم صعب جدًا في هذه الأيام، وأنا لا أملك عملًا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023