شهدت تغطية الصحف التركية للشأن المصري هذا الأسبوع اهتمامًا واضحًا بافتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس وخاصة بين صحيفتي “حرييت ديلي نيوز” و”تودايز زمان”؛ حيث قالت الأولى إن تركيا بانتظار دعوة من مصر لحضور افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، وإن وصلتها دعوة فسوف تحضر من دون شك، على حد قول المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيليجيتش، أما الثانية فجزمت بأن تركيا سترسل ممثلًا لحضور حفل افتتاح القناة الجديدة المقرر في 6 أغسطس القادم.
وبعد أن أكدت “تودايز زمان” على حضور ممثل عن أنقرة -في الغالب سيكون القائم بأعمال السفارة التركية لدى القاهرة ألبر بوسوتر- لفتت إلى أن هذه الخطوة تشير إلى التغير في نهج السياسة التركية تجاه مصر؛ حيث توترت العلاقات بين الدولتين أكثر من أي وقت مضى في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013.
واتفقت الصحيفتان على أن دعم تركيا للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين على يد الجيش في عام 2013، والذي يقبع حاليًا في السجن بانتظار حكم الإعدام بناءً على أوامر من الحكومة الجديدة كان سببًا في توتر العلاقات بين البلدين، فضلًا عن التصريحات الخشنة التي يصدرها أردوغان وأوغلو بين الحين والآخر مهاجمين النظام الحالي في مصر.
بناء مصر الجديدة
تحت عنوان “بناء مصر الجديدة” في صحيفة “حرييت ديلي نيوز” سلطت الكاتبة “هالة الخولي” الأضواء على مجمل الأحداث في مصر خلال العامين الأخيرين، منتهية إلى نتيجة مفادها أن مصر الجديدة التي يريدها أهلها وثوار الخامس والعشرين من يناير 2011 لن يبنيها فرد واحد، وأن بناءها مسؤولية كل أفراد الشعب المصري بمختلف انتماءاته وأطيافه، بالإضافة إلى من ليس له انتماء منهم.
وأكدت مرارًا أنه لن يستطيع فصيل بمفرده أن يبني مصر، كما لن يستطيع فصيل أن يبني بينما فصيل أو فصائل أخرى تهدم وتعرقل المسيرة.
وشددت على أن تلك السنوات من عدم الاستقرار من المفترض أن تكون قد علمت المصريين درسًا، وقد آن الأوان لتطبيقه حتى لا يطول أمد عدم الاستقرار الذي يعاني منه الكل الآن.
وتابعت: الشعب المصري قادر على القيام بثورة على كل ما يحول دون عيشه حياة كريمة على كل الأوجه.
وأنكرت على الحكومة قولها إن الاقتصاد يتعافى، مشيرة إلى إنه ينتقل من سيئ إلى أسوأ وبالأرقام والإحصائيات، مطالبة بعدم خداع وتضليل الشعب أكثر من ذلك، مكررة كلامها بأن الشعب عليه الكثير من أجل تحقيق ما يصبو إليه، وعليه ألا ينتظر حتى يأتيه التغيير من الخارج.
خطر شبكة يورونيوز على تركيا
وقالت صحيفة” تودايز زمان”: إن الغضب يتزايد داخل صفوف حزب العدالة والتنمية التركي إزاء عرض الملياردير المصري نجيب ساويرس الاستحواذ على الحصة الأكبر من شبكة “يورو نيوز” الشهيرة، بما يجعله قادرًا على التحكم في محتواها، ويخشى الحزب من تحول القناة إلى توجيه سهام الانتقادات إلى سياسات الحكومة التركية التي يرأسها حزب العدالة والتنمية.
ولفتت الصحيفة إلى تقرير إخباري مفاده أن ملياردير الاتصالات المصري تقدم بعرض للاستحواذ على 30% من يورو نيوز، التي يقع مقرها بفرنسا، وتعد من أكبر الشبكات في العالم.
ووفقًا للتقرير المذكور، فإن ساويرس سيكون له كلمة رئيسية في محتوى القصص الخبرية للشبكة، بفضل امتلاكه نصيب الأسد من الأسهم، وهو ما يتيح له إجبار يورو نيوز على بث ادعاءات تزعم ضلوع أردوغان في صفقات سلاح لجماعات إرهابية كتلك التي دأب الإعلام المصري على تكرارها في الآونة الأخيرة، ومنها على سبيل المثال ما تردد مؤخرًا عن أن “ولاية سيناء” التابعة للدولة الإسلامية في شمال سيناء تحارب تستخدم أسلحة تركية.
الصفقات العسكرية
ومن أبرز تقارير الصحف التركية هذا الأسبوع، ما تناولته صحيفة “ديلي صباح” تحت عنوان “الصفقات العسكرية ثمن حصول السيسي على الشرعية”؛ حيث قالت إنه برغم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يضفي الشرعية على عبدالفتاح السيسي، الذي قاد الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر.
وأشارت الصحفية إلى عدد من الصفقات العسكرية التي أجراها السيسي مع بعض الدول الكبرى التي قام بزيارتها خلال عامه الأول، مضيفة أنه منذ الانقلاب يكتسب السيسي هذه الشرعية من الزيارات الدولية والتي كان أبرزها ألمانيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا إلى جانب الصين والمجر.
وقد أعلنت روسيا عن عقد صفقات بقيمة 3.5 مليار دولار مع مصر في فبراير 2015، بما في ذلك بناء أول محطة للطاقة النووية في الإسكندرية، وإنشاء منطقة صناعية روسية على طول قناة السويس.
وأضافت أن زيارة السيسي إلى ألمانيا لبحث المساعدات لمصر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شملت صفقة بقيمة 8 مليارات دولار بين مصر وألمانيا في الغاز الطبيعي ومحطات طاقة الرياح.