وجه دكتور يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمنباء مؤسسة القدس الدولية ورئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة إلى منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، يدعوا خلالها إلى إنتفاضة وتحرك للأمة بكل شرائحها للزود عن الأقصى والقدس المباركة.
ويقول الشيخ القرضاوي في رسالته:”أسلّم عليكم، ومدينة السلام لا تعرف السلام. والمسجد الأقصى مخنوق بغصته وحيدًا لا تؤنس وحشتَه إلا بعض تكبيرات وهتافات تصدح من قلوب وحناجر المرابطين والمرابطات فيه.
يكاد لا يمرّ يوم أو أسبوع إلا ونصحو فيه على خبر اقتحام أو اعتداء أو هدم أو حفريات تهدد المسجد الأقصى المبارك.، مشيرًا إلى أن تلك التهديدات تتضاعف عند كل مناسبة يهودية بهدف فرض أمر واقع في الأقصى، وتقسيم المسجد، وتقييد حركة المصلين فيه. وقد كان الأسبوع المنصرم من أكثر الأسابيع التي شهدت اعتداءات على قدسية وطهارة مسجدنا المبارك، فقد ارتكب الاحتلال الغاشم اعتداء مركّبًا وسافرًا. تمثل هذا الاعتداء باقتحام المسجد وتدنيسه يوم الأحد في 26/7/2015 في ذكرى ما يزعمون أنه “خراب الهيكل”، وتدمير بعض مرافق المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى في محاولة لكسر شوكة المرابطين فيه الذين تصدوا للمقتحمين الغاصبين.
وأكد “القرضاوي” أن كل ما يفعله الاحتلال من إجرامٍ واعتداءات بحق الأقصى لن يغيّر من حقيقة أن هذا المسجد هو حقٌ خالص للمسلمين وحدهم، مشيرًا إلى أنه لا مجال لأن يشاركهم أحدٌ في هذا الحق لا من قبيل تشكيل لجنةٍ مشتركةٍ من ممثلي الأديان أو لجنة من عدة دول من بينها دولة الاحتلال للإشراف عليه، ولا غير ذلك من المقترحات التي نشتم رائحة خبثها في تصريحات بعض مسؤولي الاحتلال أو بعض المسؤولين في العالم العربي والإسلامي، وهذه رسالةٌ لكل من يضعف أو يتقاعس بأن يترك الميدان لأبناء الأمة الشرفاء والأحرار ليدافعوا عن أقصاهم بدل أن يتحاذق باقتراح حلولٍ تنتقص من حق المسلمين الحصري في المسجد الأقصى.
ودعا القرضاوي لإنتفاضة نصرة للأقصى من خلال عدة خطوات، فندها كالآتي:
1- تعبئة جماهير الأمة في بلدكم، وحثّها على التحرك وتنظيم مسيرات غضب ونصرة للأقصى وسيّد المسرى عليه الصلاة والسلام.
2- حثّ وسائل الإعلام والإعلاميين في بلدكم على تبنّي قضية القدس والأقصى لفضح جرائم الاحتلال وإساءة وجهه.
3- تحريك العلماء والدعاة في بلدكم وتخصيص يوم الجمعة الموافق31/7/2015 الموافق لـ 15 شوال 1436 هـ ليكون الأقصى محور الخطب في المساجد، ومحور التحركات الجماهيرية والمشاركة الفاعلة في إطلاق “وثيقة علماء الأمة للدفاع عن الأقصى” التي يعكف على إعدادها ثلة من العلماء لتجديد عهد حماية القدس وإنقاذها من براثن الاحتلال.
4- الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتقوم بواجبها تجاه القدس والأقصى.
5- تحريك الفئات والشرائح المختلفة في بلدكم (الشباب، والنساء، والمثقفون، والأساتذة…) لتبادر لنصرة القدس كلٌّ حسب تخصصه وقدراته.
6- دعم صمود المقدسيين وانتفاضتهم بكل السبل المتاحة.
7- الدعوة والعمل على كسر القيود المفروضة على أهل الضفة الغربية المحتلة بفعل الاحتلال، والتنسيق الأمني المهين بين السلطة الفلسطينية وهذا الاحتلال، وإطلاق يد المقاومة والمقاومين في الضفة ليكونوا عونًا لإخوانهم المقدسيين.
واختتم القرضاوي رسالته بقوله:”إن المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا جميعًا، ولا أرانا الله يومًا يُهدَم فيه هذا المسجد أو تُسلَخ هويته الإسلامية عنه ونحن أحياء عاجزون عن الفعل والمواجهة. فلنتحمل المسؤولية، والرهان معقود على الله أولاً، ثم عليكم أنتم يا بقية أحرار الأمة وشرفائها”.