قال نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، إن ذهنية الحكم التسلطي تحت الأنظمة الفاشية تقوم على ركيزتين، الأولى تعميق الانقسامية في المجتمع بين مؤيدين متعصبين إلى درجة العته، تُغدق عليهم المزايا، من ناحية؛ وبين معارضين يجري استهدافهم وعقابهم بشدة وفظاظة، من ناحية أخرى.
وأضاف، أما الركيزة الثانية فتتمثل في تأجيج رعب الجميع، خاصة الفئة الأولى، من مخاطر تهديدات خارجية ملحة يزعمون أن لا يقدر على مواجهتها إلا الحكم التسلطي، خاصة العسكري، مشيرًا إلى أنه في ما يتصل بالركيزة الثانية، كثيرا ما أعلن الرئيس الحاكم أن مصر تواجه حربا ضروس من الجيل الرابع.
وأكد أن حرب الجيل الرابع عقيدة حرب أمريكية صرفة طورت من قبل الجيش الأمريكي وعرفوها بـ”الحرب اللا متماثلة” بالإنجليزية (Asymmetric Warfare) حيث وجد الجيش الأمريكي نفسه، حسب القادة العسكريين الأمريكيين، يحارب “لا دولة” بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وتابع، بمعنى آخر، كان على الجيش الأمريكي محاربة تنظيمات منتشرة حول العالم، محترفة وتملك إمكانيات ممتازة ولها خلايا خفية تنشط لضرب مصالح الدول الأخرى الحيوية كالمرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات لمحاولة إضعافها أمام الرأي العام الداخلي بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها ومثال على هذه التنظيمات القاعدة، حزب الله.
وأوضح أن في هذه الحرب تستخدم وسائل الإعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة والعمليات الاستخبارية والنفوذ الأمريكي في أي بلد لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات (البنتاجون) وزارة الدفاع الأمريكية.
ولفت أن ما يتصل بحروب الجيل الرابع هو مفهوم الحرب الجديدة حسب تعريف الأمريكي “ماكس مايورايج” أول من استعمل التسمية في محاضرة علنية في معهد الأمن القومي الإسرائيلي حيث عرفها باختصار في: الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يصون المصالح الأمريكية.