أكد المتحدث باسم حركة “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، وفاة زعيم الحركة ” الملا محمد عمر”؛ وذلك بعد متاعب صحية تعرض لها خلال الفترة الماضية.
وتعد تلك التصريحات هي الاعتراف الرسمي الأول من نوعه لحركة “طالبان” عن وفاة زعيمها “الملا محمد عمر” والذي تواردت الأنباء أكثر من مرة عن وفاته، لكن الحركة كانت تتجاهل تلك الأنباء.
وكانت الإدارة الأميركية، قد أكدت، أمس الأربعاء، أن معلومات مؤكدة لديها تفيد وفاة زعيم حركة “طالبان” الأفغانية المتشددة الملا محمد عمر، بحسب قولها.
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إيريك شولتز: “نحن نعتبر التقارير عن وفاته صحيحة”، وامتنع شولتز عن أي تعليق بشأن “الملابسات المحددة لوفاة” الملا عمر، قائلًا: “إن الاستخبارات الأميركية تدقق المعلومات الواردة بشأن هذا الموضوع وتقيم تبعات مقتله”.
وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، أكدت الحكومة الأفغانية وللمرة الأولى مقتل زعيم طالبان، جاء ذلك على لسان ممثل حكومي خلال مؤتمر صحفي في كابل؛ حيث قال: “لدى سلطات البلاد تأكيدات من باكستان وحركة طالبان تدل على أن “الملا عمر توفي منذ نحو سنتين “بمرض”. وأضاف المسؤول أن الحكومة بصدد التحقق من وفاته.
مَن هو الملا عبدالمجيد محمد عمر؟
والملا عبدالمجيد محمد عمر، هو الزعيم الروحي لجماعة طالبان الأفغانية، ولد عام 1959 في قرية نوده في قندهار، وينحدر من قبيلة “هوتك” البشتونية التي اشتهرت بتأسيس الإمبراطورية الأفغانية بعد فتح مدينة أصفهان، والتحق بالجهاديين في الـ19 من عمره بعد دخول القوات السوفييتية إلى أفغانستان، وشارك في عدة معارك عنيفة ضد السوفييت في ولايتي قندهار وأرزجان.
عمل على تجنيد طلاب المدارس القرآنية والشباب من مخيمات اللاجئين، وهنا بدأ مشوار حركة طالبان، وأثار ضجة كبيرة على المستوى الدولي بإصداره أمرًا بهدم التماثيل البوذية في مدينة باميان، معللًا خطوة الهدم بتناقض وجود التماثيل مع الدين الإسلامي.
قاد الملا محمد عمر حركة طالبان إلى النصر على الميليشيات الأفغانية المنافسة في الحرب الأهلية التي تبعت انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، وكان تحالفه مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو السبب الذي دفع بالولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان على رأس تحالف دولي في عام 2001.
وتمكن الملا عمر من الاختفاء، وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار للقبض عليه، كما دأبت طالبان بين الحين والآخر على نشر رسائل تقول إنها للزعيم الروحي، وصدر آخر بيان نسب له في منتصف يوليو الجاري عبر فيه عن دعمه لمحادثات السلام بين طالبان والحكومة، لكن البيان صدر مكتوبًا ونشر على الموقع الإلكتروني للحركة دون أن يكون مصحوبًا بتسجيل صوتي أو فيديو.