شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عمالة الأطفال في مصر أهم من التعليم.. أحيانًا

عمالة الأطفال في مصر أهم من التعليم.. أحيانًا
تعاني كثير من الأسر المصرية من سوء الأحوال المعيشية، ما اضطرها إلى جعل أطفالها يعملون خلال فترات الأجازة الصيفية، وحتى أحيانًا أثناء الدراسة؛ لتوفير مصادر دخل جديدة، للوفاء بمتطلبات الحياة، التي تتصاعد يومًا بعد الآخر.

تعاني كثير من الأسر المصرية من سوء الأحوال المعيشية، ما اضطرها إلى جعل أطفالها يعملون خلال فترات الأجازة الصيفية، وحتى أحيانا أثناء الدراسة؛ لتوفير مصادر دخل جديدة، للوفاء بمتطلبات الحياة، التي تتصاعد يوما بعد آخر.

وتعتمد الأسر الفقيرة في مصر، بشكل أساسي، على تعليم أولادها الحرف كالنجارة وتصليح السيارات وغيرها، تحت شعار “الحرفة أهم من التعليم”؛ حيث تعتبر إجازة الصيف هي الوقت الرئيسي الذي يبدأ فيه الأطفال تعلم الحرف، فتقوم أسرهم بإرسالهم إلى الورش والمصانع للتعلم وجني بعض المال.

وكانت مصر قد وقَّعت على على مواثيق دولية بخصوص عمالة الأطفال مثل الإعلان العالمي لحقوق الطفل الذي نص على “وجوب كفالة وقاية الطفل من ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال، وأن لا يتعرض للاتجار به بأي وسيلة من الوسائل، وأن لا يتم استخدامه قبل بلوغ سن مناسبة، وأن لا يسمح له بتولي حرفة أو عمل يضر بصحته، أو يعرقل تعليمه، أو يضر بنموه البدني، أو العقلي أو الأخلاقي”.

ولكن مثل تلك المواثيق والقوانين تصطدم بالواقع الذي يجبر الأسر على إرسال أولادها للعمل بسبب الفقر، وهو ما يصل في بعض الأحيان إلى حد إخراج الأطفال من التعليم من أجل العمل وتجاهل الدولة تلك الظاهرة المجتمعية لأنها لا تمتلك القدرة على تطبيق الحلول وإصلاح تلك المشاكل.

وبحسب بعض الإحصائيات، فإن نسبة عمالة الأطفال في مصر تتراوح بين 9 إلى 12% من عدد الأطفال، وهي نسبة مرتفعة في ظل قانون الطفل الذي يمنع عمل الطفل تحت سن 14 عامًا، وفي حال وصل 14 عامًا وحتى سن الـ18 فإن صاحب العمل ملزم بإحضار موافقة من مكتب العمل على عمل الأطفال لديه، كما أنه يمكن للأطفال فوق سن الـ12 العمل كمتدربين في مهن تتناسب مع أعمارهم، إلا أن هذه القوانين لا يتم العمل بها فعليًا في ظل عدم وجود رقابة من الدولة على تنفيذها.

“علي حسن” طفل في العاشرة من عمره يعمل في إحدى ورش تصليح السيارات بعد أن أرسله والده للعمل وتعلم الصنعة يقول: “أنا بشتغل من أول الصيف وأوقات بنزل اشتغل في الدراسة باخد يومية 15 أو 20 جنيه على حسب الشغل اللي كان في الورشة”، مضيفًا “شغلنا بيبقى كل يوم من الساعة 12 ممكن لغاية 9 أو 12 بالليل برده على حسب الشغل ووالدي شغال على عربية نقل عندي اتنين اخواتي كمان شغالين برده في ورش تانية”.

وحول معاملة صاحب الورشة له يقول: “هو مش بيضربنا لكن بيشتمنا ويزعق جامد لما بنغلط أو مبنعملش اللي هوه عاوزه بسرعة، لكن فة ورش تانية أصحاب الورش بيضربوا العيال اللي معاهم لما بيغلطوا بس الحمد لله إني مش شغال معاهم يعني”.

ويقول “سيد صابر” والد أحد الأطفال: “أنا أعلم ابني صنعة أحسن من التعليم بس برده مهم إنه يبقى معاه شهادة لكن في الآخر الشهادة مش هتأكله عيش ولا هتوظفه الصنعة هي اللي هتعمله وتخليه كسيب يعرف يجيب الفلوس ويكون نفسه”، لافتًا إلى أن “التعليم في البلد دي مبقاش جايب همه مبقيناش عاوزين منه غير الشهادة أهي حاجة قدام الناس ويعرف يقرأ ويكتب واهو بشغله بيساعد في مصاريف البيت وهو يشتري اللي عاوزه يعني محدش دلوقتي بيقدر يكفي بيته الدنيا بقيت غالية”، حسب تعبيره.

على الجانب الآخر ووسط غياب دور الدولة، تعمل العديد من منظمات المجتمع المدني كصناع الحياة ورسالة والأورمان على توفير دخل جيد للأسر عن طريق عمل مشاريع ليهم مقابل استمرار الأسر في تعليم أبنائهم وعدم إرسالهم للعمل، ولكن يظل دور وتأثير تلك الجمعيات محدودًا وغير واضح بسبب غياب الدور الرئيسي للدولة في القضاء على تلك الظاهرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023