نشرت صحيفة “فورين بوليسي جورنال”، تقريرًا؛ حذرت فيه من أن السيسي لا يواجه خطر “تنظيم الدولة في سيناء فقط، بل إنه يواجه خطرًا أكبر من قبل الجماعات المسلحة الصغيرة والعشوائية التي تعمل في محافظات مصر المختلفة”.
واستهل الكاتب “جلعاد لوم”، المحلل الإسرائيلي وكاتب التقرير، بالإشارة إلى الأحداث الأخيرة بالشيخ زويد التي سيطر فيها المسلحون على المدينة لساعات، إلا أن قصف طائرات إف 16 للمسلحين والمناطق المدنية أدى إلى انسحابهم.
وبحسب الكاتب، فإن الجيش قد نجح في احتواء هجمات التنظيم في منطقة معزولة وهو المثلث ما بين العريش والشيخ زويد ورفح، مشيرًا إلى أن هناك تحديًا أمنيًا أكثر تعقيدًا ظهر خلال العام الماضي وزادت حدته خلال الأشهر الستة الماضية؛ حيث انتشرت هجمات لمجموعات إسلامية محلية غير معروفة تحمل أسماء مثل “العقاب الثوري” كانتشار النار في الهشيم.
وبين الكاتب، أنه بخلاف المجموعات الجهادية التقليدية، تختار هذه المجموعات أهدافها بعناية وحكمة وتبتعد عن قتل المدنيين عن عمد ويبدو أن تلك المجموعات تعمل على أساس إستراتيجية واضحة ترتكز على فكرة أن تخريب الإنعاش الاقتصادي سوف يؤدي في النهاية إلى سقوط السيسي، ومنذ بداية العام تبنت العقاب الثوري وحدها مسئوليتها عن 120 هجومًا.
ورأى الكاتب، أن قمع النظام أدى إلى وجود تحد أمني كبير يواجه النظام، وقائمة أهداف تلك المجموعات لا نهاية لها؛ فبالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية، تستهدف هذه المجموعات رموز النظام الأخرى مثل الشرطة والقضاء وأعضاء النيابة العامة.
ولفت “لوم”، إلى أنه وبسبب البنية التنظيمية المتفرقة (غير المركزية) لهذه المجموعات، فإنه من الصعب جمع معلومات إستخباراتية عن أنشتطهم، خاصة أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري وأدت النجاحات الأخيرة إلى جذب المزيد من المجندين إلى صفوفهم، ومعظمهم لا يرون أنفسهم بأنهم جزء من الجماعات الجهادية العالمية وإنما المدافعون عن الشعب المصري ضد المجلس العسكري الفاسد.
وبحسب الكاتب، فإن النظام الحالي في حيرة من أمره؛ فكيف له أن يواجه هذا التحدي المتصاعد، فتصعيد القمع سوف يؤدي فقط إلى دفع المزيد من الشباب إلى صفوف هذه المجموعات كجزء من ديناميكية “اقتل أو أنك سوف تقتل” التي صنعها النظام، وشن حملة إعلامية لشحن الجمهور ضد هذه المجموعات سيؤدي فقط إلى مزيد من الاهتمام المحلي والدولي.
وختم الكاتب بالقول، هناك عجز عن مواجهة هذه المجموعات أمنيًا و على وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أيضًا حالة طويلة وثابتة للتمرد على نطاق محدود تلوح في الأفق. الوقت ليس في صالح السيسي، وبدأ صبر الشعب ينفد بينما ينتظر تنفيذ وعود السيسي.