هو واحد من أسوأ المعتقلات في مصر، كونه أحد السجون السرية العسكرية التي يتم فيها إخفاء المعتقلين قسريًا وتعذيبهم لفترات طويلة، البعض يخرج منه بعد فترة، والبعض الآخر ما زال تحت وطأة الاختطاف داخله حتى الآن.
إنه سجن العزولي، والملقب بـ”السلخانة”، ويقع تحديدًا بمعسكر الجلاء المتواجد على الطريق الرئيسي لميدان الجلاء بالإسماعيلية، وهو معسكر تابع للقوات المسلحة ويخضع لإدارة الجيش الثاني الميداني.
والعزولي هو سجن حربي -يتكون من ثلاثة طوابق- الطابقان الأول والثاني من السجن يستخدمان منذ وقت طويل احتجاز الجنود الماثلين أمام محاكم عسكرية، ولكن منذ يوليو 2013 بات الطابق الثالث يستخدم لاحتجاز المعتقلين السياسيين، بينما يقارب عشر زنازين تحتوي كل منها على ما يتراوح بين 23 و28 سجينًا، ويمكن للطابق الثالث لسجن العزولي استيعاب أكثر من 300 سجين في أي وقت، لكن العدد الإجمالي للنزلاء يحتمل أن يتجاوز ذلك العدد، مع الأخذ في الاعتبار مغادرة بعض المعتقلين ودخول آخرين محلهم.
ويتعرض المعتقلون داخل سجن العزولي لأساليب غير مشروعة من التعذيب، وقد تصل وسائل التعذيب إلى الموت في بعض الأحيان بحسب الشهود.
ويمر المعتقلون بعدة مراحل داخل المعسكر، وتتمثل المرحلة الأولى، المتعلقة بالتحقيقات وخلالها يتم تعذيب المعتقل لسحب المعلومات منه، وعند وصول لأي معلومة يتم نقله لقسم التحريات، وإن لم يكن يُنقل إلى مكان آخر داخل المعسكر.
أما المرحلة الثانية، مرحلة التحريات، ويخضع فيه المعتقلون للتحريات العسكرية، والتي قد تصل إلى عامين أو أكثر (المعتقل في حالة اختفاء قسري).
وتتمثل المرحلة الثالثة، في التصفيات، وخلالها يتم نقل المعتقلين بعد انتهاء التحريات، وخاصة المصنفين بالتكفيريين والجهاديين من أبناء سيناء (يتم استخدامهم في برامج “التوك شو”، وفي حالة زيادة الضغط على الجيش يتم تصفية مجموعات منهم وتصديرهم للإعلام على أنهم بؤر إجرامية تم تصفيتها).
ويشهد السجن أشكال تعذيب متعددة وهي: (صعق بالكهرباء- الماء- تعليق من اليد لمدد قد تصل لأيام – ضرب بالهراوات -ويصل التعذيب لهتك العرض بطرق مختلفة مثل وضع العصا في المؤخرة – الصعق بالكهرباء من المؤخرة – اغتصاب مباشر من أشخاص – إدخال كلاب جائعة على المعتقلين – إسقاء المعتقلين مياه حمضية مما يسبب تسمم للمعتقلين).
بالإضافة لما سبق توجد حالات كثيرة مصابة بجلطات وكسور في أماكن مختلفة ومصابون بأمراض نفسية مختلفة بسبب شدة التعذيب.
ويعاني أهالي المعتقلين قسريًا من رحلة البحث عن أولادهم داخل السجن، فبعضم يتوجه إليه يومًا بعد آخر أملاً في البحث عن ذويهم المختفين من قبل قوات الأمن، ويرجعون دون أن يروهم أو يطمئنوا عليهم.