وجهت الفنانة شريهان رسالة عاجلة إلى عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، طالبته خلالها بالكشف عن العدد الحقيقي لضحايا حادث مركب الوراق، مطالبة إياه أن يعلن بشكل رسمي عن المسؤولين عن الحادث واتخاذ العقوبة اللازمة ضدهم.
وقالت شريهان في منشور منسوب لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “منذُ يَوْم 11 يوليو 2015 وأنا وأسرتي نمر بظرف أليم، ومنذُ يومين علمت بوفاة الغالي أستاذي المخرج الكبير رأفت الميهي فدخلت لصفحتي الرسمية لأُعزي نفسي ومصر والوطن العربي في أحد أهم عشاق السينما والإبداع المصري، وفوجئت بأحد المعجبين متكرم يعزيني في ابنة أختي والأستاذ رأفت الميهي ويترحم على غَرقى مركب الوراق، فلم أفهم!”.
وأضافت “فبحثت وشاهدت اليوم إعادة حلقة بالأمس في برنامج الأستاذ محمد مصطفى شردي وكان معه الشاهدة الوحيدة على هذا الحادث المروع ومعها أحد الأهالي والذي فقد تقريباً أسرته كاملة في هذه الكارثة، وعندها فقط فهمت وتجدد بنفسي الألم والإحباط ومات المتبقي من الأمل”.
وشككت شريهان في عدد ضحايا المركب النيلية: “هذا إذا كانت الأعداد أعدادا رسمية ونهائية كما يقال “وأنا أشك” بعد ما سمعته وقرأت من أقوال كثيرة متخبطة وغير مسؤولة!!”.
وتوجهت بالعزاء لأسر ضحايا المركب المنكوب قائلة: أعزي بمنتهى الخجل والأسف وبلا حول ولا قوة جميع أسر ضحايا حادث مركب الوراق، ومعناه إننا ما زلنا نعيش نفس العيشة ونموت نفس الموتة في بلد لا يزال يسوده الإهمال والجهل والفساد والفوضى
ووجهت بعد ذلك عدة تساؤلات لعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، قائلة: “وبما أن البلد لا يوجد بها غير one-man show فأنا كمواطنة مصرية لا أعرف غيره يعمل ولا أعرف غيره مسؤولا، باطلب من عبدالفتاح السيسي يقول لي كام مصري لا يزال في قاع نهر النيل؟ والناس دي ماتت ليه؟ ومن هو المتسبب والمسؤول؟ وما هو العقاب وما هو الحلّ؟ وما هي الظروف الغامضة التي تحوم حول سبب الحادث ما بين الإهمال الذي ضرب جنبات المركب واصطدامه بصندل عابر في النيل؟ زيادة وزن المركب بعد تحميل أضعاف العدد المقرر له من الركاب؟ هل هناك تصاريح وتراخيص؟ وكيف لا يوجد هناك شخص واحد يستطيع أن يقول لنا كم عدد الأشخاص الذين كانوا على المركب قبل أن يصبحوا قتلى ومصابين وناجين؟ أين أجراس الإنذار الذي تدق ناقوس الخطر للإغاثة؟ أين سترة النجاة للإغاثة؟ وأين قوارب الأمن والإغاثة النيلية؟”.
وتساءلت متعجبة “هل سيظل الموطن المصري البسيط ومتوسط الحال والفقير مكتوبا عليه ينزل من بيته وهو وحظه؟! لا يعلم راجع ولا مش راجع؟ هيفضل المواطن المصري مكتوب عليه البكاء والألم والجوع والخوف والجهل والفقر والمرض؟.”
واستنكرت شريهان تدهور أوضاع المواطن المصري: “المواطن يعيش حالة تناقض منتهى المشاريع الكبرى ومنتهى العشوائية، منتهى الجوع ومنتهى الشبع، منتهى المرض واللا علاج واللا تعليم ومنتهى الجهل والإهمال وانعدام ضمير المسؤول ومنتهى فقر وجهل المواطن، اللي في الوراق بيموت واللي في القطامية والمنصورية و٦ أكتوبر وجميع المدن الجديدة، الساحل مراسي، هاسيندا، العين السخنة، الجونا، الغردقة، شرم الشيخ الخ الخ الخ عايش بماله واكتفائه الذاتي؟”.
ومضت شريهان قائلة: “ده بيشتري أنبوبة بيموت، بنزين بيموت، رايح شغله بيموت، ست بتولد بتموت، سونار بتموت، عنايه مركزة بتموت، اتوبيس قطار بتموت، رايح مدرستك بتموت، متجه لعملك بتموت، رايح تصلى بتموت، في الجامع و كنيسه بتموت.. لا اسفلت نافع، ولا مدرسه نافعه، ولا مستشفى مجهزه، ولا طبيب ولا تمريض، لا موظف ولا مسؤول، لا شغل ولا دواء له صلاحية، لا مياه صالحه للشرب الأدمي ولا زراعة من غير كيماوي، يا مستوردة بمرضها من الخارج يا زارعة طالعة من الأرض طَالَهَا الدود قبل المواطن”.
واختتمت شريهان منشورها بقولها: “البلد ماشية بقدرة الله وفئات ومجموعات قليلة ضئيلة جداً في منها في كل مجال ولكنها هيه فقط المنتفعة واللي ممكن تعرف تعيش في مصر، أعلم إنها تركة فاسدة جاهلة و دولة منهارة، وعليك فقط بالفساد الفساد والفسدة لن يتركوا حتى حطام هذه البلد لانهم يعلموا أنها ذهب وماس العالم أجمع، استثمر في من ليس لديه غير مصر وليس من يدعى ذلك، استثمر في الأمل والانتماء والحب والحلم الى ممكن يتحقق ويحقق مستقبل، المستقبل بدأ يموت في قلب المواطن المصري وهو آخر أمل في إحيائه، استثمر في أمان المواطن في مستقبل وطنه وبلده لبكره مش يوم بيومه وهيه موته ولا أكتر، إزرعله وظيفه طموح مستقبل، ابحث على ما يطمئننا على أبنائنا، أَغِث الأحياء من أبنائنا قبل أن يلحقوا بمن سبقوهم .. قُول لنا الحل ياريس إذا أمكن”.