شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الاشتراكيون الثوريون: الديكتاتورية العسكرية هي العدو وليس الإخوان

الاشتراكيون الثوريون: الديكتاتورية العسكرية هي العدو وليس الإخوان
أوضحت حركة الاشتراكيون الثوريين، أن بيانها الأخير الذي أصدرته بعنوان "مرة أخرى حول الإرهاب والاصطفاف الوطني" لم يكن المقصود به التعاون مع كل الإسلاميين او اليساريين أو فلول مبارك، بل الاصطفاف مع كل كان يهدف إلى شد النقاش

أوضحت حركة الاشتراكيون الثوريين، أن بيانها الأخير الذي أصدرته بعنوان “مرة أخرى حول الإرهاب والاصطفاف الوطني” لم يكن المقصود به  التعاون مع كل الإسلاميين او اليساريين أو فلول مبارك، بل الاصطفاف مع كل كان يهدف إلى شد النقاش إلى الأرضية السياسية، مؤكدة أن الإخوان ليس العدو بل الديكتاتورية العسكرية.

وأضافت الحركة في بيانها التوضيحي الثاني، أن هناك  بعض ردود الفعل  أخذت شكل الشتيمة والعبارات المسيئة والاستهزاء ليس فقط بمضمون البيان بل بحركة الاشتراكيين الثوريين بشكل عام، مشيرة إلى أن  البيان الأخير لم يطرح أن محاولة بناء طريق ثالث معادي للديكتاتورية، ومنفصل ومستقل عن الإخوان وأتباعهم، هو بأي شكل من الأشكال تأييد ضمني للديكتاتورية.

بينما أكد أنها كتنظيم شاركنا في كل المحاولات التي طرحت لبناء مثل هذا البديل الثالث (من المحاولات الأولى للميدان الثالث وحتى جبهة ثوار، موضحة أنها طرحت في بيانها أن من يقف في منتصف الطريق بين العسكر والإخوان، أي من يعتبرهما على نفس الدرجة من الخطورة ويساوي في العداء تجاههما، بمنطق أنهما وجهان لعملة واحدة أو جناحين من نفس الثورة المضادة، من يتبنى هذا الطرح ويدعي على هذا الأساس بناء طريق ثالث فهو ضمنياً يساعد ويساند الديكتاتورية العسكرية.

وأضافت الحركة أن  العدو الرئيسي اليوم بعد عامين من الانقلاب هو الديكتاتورية العسكرية وليس الإخوان المسلمين ولذا يجب التوقف عن التعامل مع الطرفين بنفس المنطق!

وتابعت في بياناها: “هذا لا يعني على الإطلاق أننا نطرح اليوم ضرورة أو إمكانية أو صحة التحالف مع الإخوان المسلمين، بل أنه على أي كيان ثوري أن يوضح بما لا يدعو للشك أن معركته اليوم هي في مواجهة الديكتاتورية العسكرية الحاكمة، هذا بشكل مستقل تماماً عن الإخوان المسلمين، وواعي تماماً لطبيعتهم غير الثورية بل ولخيانتهم التاريخية للثورة المصرية والتي سبقت مباشرةً خيانة غالبية الناصريين والليبراليين واليساريين للثورة في المرحلة التالية”.

وقالت:”صحيح أن الإخوان خانوا الثورة المصرية فور سقوط حسني مبارك بالتحالف المباشر مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وصحيح أن الإخوان عندما وصلوا للسلطة، ولو شكلياً من خلال الانتخابات خانوا آمال ومطالب الجماهير ومطالب الثورة بل وأنقذوا نفس النظام بأجهزته الأمنية الذي يقوم بذبحهم الآن، ولكن الوضع قد تغير الآن”.

وأشارت إلى أن “من يتهمنا بأننا لم نتجاوز عام الثورة 2011، في واقع الأمر هم أنفسهم قد توقف بهم الزمن في النصف الأول من 2013. إذا كان شعار “يسقط كل من خان – عسكر فلول إخوان” مفهوماً في تلك الفترة مع محاولات الإخوان مشاركة العسكر والفلول في السلطة، فهو يصبح اليوم في النصف الثاني لـ 2015 شعاراً فارغاً من أي معنى”.

وربما هذا ما أثار غضب البعض، شعاراً مضللاً يساند ضمنياً الديكتاتورية العسكرية. فهو يساوي بين من يُقتلون ويُعذبون ويُعتقلون ويُحكم عليهم بالإعدام وبين أعنف وأقذر ديكتاتورية عسكرية فاسدة عرفها التاريخ المصري الحديث. هذا ليس طريقاً ثالثاً. هذا استسلام تام للواقع الحالي يؤدي عملياً للشلل التام وضمنياً للوقوف مع المنتصر. السياسة، خاصةً في ظروف كهذه، لا تعرف الحياد.

وأكدت الحركة أنها تعتبر الإخوان هؤلاء رفاقاً لنا في المعركة ضد الديكتاتورية العسكرية حتى، رغم الاختلاف معهم بشدة حول فهم طبيعة الحركة الإسلامية وحول فهم طبيعة المشهد السياسي الحالي، وترى خطورة شديدة في موقفهم هذا تؤدي في نهاية المطاف للاصطفاف الضمني مع الديكتاتورية العسكرية سواء بالعجز والشلل وبالتالي الوقوف كالمتفرج على المعركة، أو القبول بالواقع وانتظار نتيجة المعركة. أي أنه، مع سحق الحركة الإسلامية سيأتي دور المعارضة المدنية ومنها اليسارية في مواجهة الديكتاتورية.

وألمحت أنها رأت خلال العامين اللذين مرا منذ الانقلاب، فكل خطوة في سحق الإخوان المسلمين تضيق من الحيز السياسي للجميع وتمهد لتوسيع نطاق القمع ليشمل الجميع. وبالتالي فالسكوت عن قمع الإخوان، أو عدم اعتبار الدفاع عنهم في مواجهة بطش الديكتاتورية جزء لا يتجزء من النضال من أجل الديمقراطية ومن أجل استعادة الثورة المصرية هو خطأ استراتيجي، أدى ويؤدي إلى تهميش المعارضة اليسارية للديكتاتورية.

واعتبرت الحركة أنها حينما تصف  حركة الإخوان المسلمين كحركة إصلاحية، فهي لا ترجع ذلك لمعايير الحركات الإصلاحية في الغرب الرأسمالي كالأحزاب الاشتراكية الديمقراطية على سبيل المثال، فالسياق التاريخي مختلف كما في حالة الفاشية، وجذور الإخوان في صفوف الطبقات الوسطى المتعلمة، خاصة في المدن، بما فيها المدن الإقليمية.

وأضافت، في حين الاشتراكية الديمقراطية الغربية جذورها في بيرقراطية النقابات العمالية وهي أيضاً جزء من الطبقة الوسطى ولكن سياق تكوينها وارتباطها بالقواعد النقابية يجعلها ظاهرة مختلفة نوعياً عن ظاهرة الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين.

وتابعت،”بعض صفات الحركات الإصلاحية تنطبق على حركة مثل الإخوان المسلمين فالتكوين الاجتماعي للحركة، بما في ذلك غالبية قياداتها، من الطبقة الوسطى المتعلمة، وهي طبقة مهيمنة أيديولوجياً على قطاعات واسعة ليس فقط من الشرائح المختلفة للطبقة الوسطى ولكن أيضاً، ومن خلال العمل الخيري على قطاعات لا يستهان بها من الفقراء والطبقة العاملة. وفي ذات الوقت تبلور تواجد لا يستهان به لذلك التنظيم الجماهيري في أوساط البرجوازية التجارية وإن كان تمثيلها في البرجوازية الكبيرة في مصر هامشياً”.

واختتمت الحركة بيانها:” كل ما سبق هو مجرد دعوة لنقاش الفكرة بكل أبعادها. ليست هجوماً إلا على من خانوا الثورة يساريون كانوا أو إسلاميون. أما لكل من يريد حقاً العمل الشاق والدؤوب والطويل لإسقاط الديكتاتورية العسكرية والعودة لأهداف ثورة يناير، فليس لنا تجاه هؤلاء سوى التقدير والاحترام والرغبة في العمل المشترك. لنتجاوز حالة الاحتقان والإهانات المتبادلة، ولنبدء في النقاش والبناء. فالوقت ليس في صالحنا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023