أكد الباحث السياسي، علاء بيومي، أن هناك أسبابًا كثيرة تتعلق بالعسكر ودولتهم وشعبهم، وقد لا يفهمها المصريون وربما لن تشرح لهم، وراء استيراد العسكر لطائرات رافال الفرنسية.
وأوضح -عبر منشور له على “فيس بوك”- أن “العسكر يريدون أن يقولوا لزملائهم إنهم مهتمون بالجيش وأسلحته، وأنهم يركزون على تسليح الجيش الذي أهمله مبارك”، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تفيد أن الجيش المصري يعاني من قلة السفن الحربية متعددة المهام، والتي يسعى العسكر للحصول عليها من فرنسا وألمانيا.
وأضاف، أن العسكر أيضًا يريدون تنويع مصادر أسلحتهم، يريدون أسلحة من روسيا وفرنسا ولا يريدون التركيز على أميركا فقط التي وافقت على ثورة يناير وضغطت على مبارك للتنازل عن الحكم، لافتًا إلى أنه من مصلحة العسكر تقليل الاعتماد على أميركا وخاصة في السلاح حتى يقللوا من قدرتها الضغط عليهم.
وتابع ثالثًا: أن “العسكر يريدون شراء دعم دولي لدولتهم الجديدة، يريدون الدخول في شراكات اقتصادية وسياسية وأمنية (تختصرها صفقات السلاح) مع أكبر عدد ممكن من الدول، لأنها تمنحهم شرعية وثقة في الذات وتعطيهم انطباعا بالقدرة على شراء رضا الخارج”.
وأشار “بيومي” إلى تقارير “تفيد أن صفقة الأسلحة الأخيرة لمصر من روسيا (3.5 مليار دولار) تستورد مصر بموجبها طائرات ميج 29 مع أنها باتت طائرة قديمة مقارنة بميج 35، ومع ذلك يقدم العسكر -وفقا لتلك التقارير- على شراء المزيد من ميج 29 من أجل عيون روسيا ودعمها”.
كما أشار أيضًا إلى تقارير تفيد أن “مدى الرافال لا يختلف كثيرًا عن مدى الإف 16 الأميريكية، وأن مصر لا تحتاجها بقدر ما تحتاج طائرات تزويد للوقود في الجو، ومع ذلك اشترت مصر الرافال عالية الثمن لشراء دعم فرنسا وللتأكيد على تنوع مصادر الأسلحة، كما كانت الحال في الماضي.”
وأضاف “بيومي” سببًا رابعًا، وهو “أنه ربما العسكر يروجون في أوساط أتباعهم أنهم يناظرون إسرائيل أو ينافسونها أو يستعدون لأي صراع محتل معها، يعني ربما يحاول العسكر أقناع أنفسهم وأتباعهم أن عقديتهم العسكرية ما زالت بالفعل موجهة ضد إسرائيل على الرغم من تعاونهم غير المسبوق معها”.
وتابع: “ربما يصور العسكر لأتباعهم بأن علاقتهم بإسرائيل حاليًا هي مجرد تمويه، وأنهم ما زالوا في حاجة لتحقيق توزان عسكري معهم، وهو توازن يضمن الغرب والشرق انحيازه لإسرائيل نفسها خاصة في الجانب الهجومي”.
وأشار “بيومي” إلى أن “أميركا باعت مؤخرًا طائرات إف 35 لإسرائيل والتي تضمن تفوق إسرائيل النوعي في الطائرات الهجومية بالمنطقة بسعر نحو 110 ملايين دولار للطائرة، وهو سعر يبدو أقل تقريبًا من سعر الرافال والتي حصلت مصر على 24 طائرة منها من فرنسا بالإضافة لفرقاطة متعددة المهام وصواريخ وذخائر بنحو 6 مليارات دولار أميركي”.
وأكد أن “مصر لن تحتاج الرافال في حرب داعش بسيناء، ولا تخوض مصر حروبًا خارجية، ولا تمتلك أي برلمان ليراقب حزب القوات المسلحة الحاكم، ولا توجد أي رقابة تقريبًا على دولة العسكر”.
واختتم منشوره قائلًا: “في النهاية هذه محاولة للتفكير بصوت عالٍ في موضوع صعب للغاية يتعلق باحتياجات تسليح الجيش المصري وأسلوب تفكير حزب القوات المسلحة الحاكم، وهي ليست خلاصات نهائية بقدر ما هي قصاصات أفكار”.