أثار حديث الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، عن لقائه بالدكتور محمد مرسي، العديد من ردود الأفعال الغاضبة من قبل مؤيدي الدكتور مرسي، وعلى رأسهم نجله أسامة مرسي. 

تصريحات  نور

قال أيمن نور، إنه شهد موقفًا شديد التأثر من الرئيس المصري محمد مرسي، لدرجة أنه كان على وشك البكاء بين يديه، مشيرًا إلى أنه كان يشعر بالخذلان من الجميع وتركهم له وحده مع دعوتهم للشراكة الوطنية التي عرضها عليه.

ورفض “نور” في البداية الحديث عن الموقف وتفاصيله، مفضلًا الصمت لحين خروج الدكتور مرسي من السجن، لكن إصرار مقدم البرنامج محمد ناصر، على قناة مصر الآن، على ذكر الموقف، دعا نور للحديث عن الموقف.

وأوضح “نور”، أن الموقف كان في 13 إبريل بعد حوار طويل لمدة ساعتين مع الرئيس محمد مرسي في مكتبه، مضيفًا أن مرسي كان متأثرًا بسبب الضغط الذي كان يتعرض له، والأوضاع السلبية التي كانت تمر بها الحالة.

وقال: الرئيس مرسي قطع المكتب فجأة واحتضنني في حالة شديدة التأثر، موضحا أن سبب ذلك هو رغبة الرئيس مرسي بعمل شيء دون تمكينه على ذلك، مضيفا أن “الرئيس مرسي كان ضيفا في القصر ولم يتم تسليمه للصلاحيات”.

وتابع “نور”: الموقف أتى بعد يومين من سعيه لجمع الآراء ودعوة الأطراف الأخرى للحوار ضمن فكرة الشراكة الوطنية، موضحًا أن الجميع رفض التعاون معه، مما جعله يشعر بالخذلان و”عدم وجود أحد معه”.

قنديل: مرسي لا يمتلك حق التعقيب

استنكر الكاتب الصحفي وائل قنديل، حديث الدكتور أيمن نور، السياسي والمعارض البارز، على إحدى الفضائيات المؤيدة لمرسي، ووصفه للرئيس بـ”الدكتور مرسي” وإصراره على ذلك وعدم توصيفه بالرئيس مرسي.

واعتبر “قنديل”، في مقال بصحيفة “العربي الجديد”، تحت عنوان “الدكتور أيمن والدكتور مرسي”، الحديث عن مرسي باعتباره ماضيًا ولى، ترسخ لفكرة أن الرجل كان ومضى، بينما لا يزال مواطنون يدفعون، كل يوم، حياتهم ثمنًا للحلم بانكسار الموجة الحالية، ومنحا بدون مقابل للنظام الحالي.

ورفض “قنديل” تناول سيرة الرئيس ذي البدلة الحمراء، على نحو لا يليق، إنسانيًا أو أخلاقيًا، مع رجل لا يمتلك حق التعقيب والتعليق والتصويب والرد.

أنصار الإخوان

وقال وائل قنديل: إن هناك كثيرًا من أنصار الإخوان يتحدثون عن حواراتهم مع مرسي، متابعًا: “بعد مشاهدتي الحوارات الغزيرة لأيمن نور، على القنوات المعروفة بدعم الإخوان، استوقفني أن القاسم المشترك فيها، هو تناول سيرة محمد مرسي، من خلال استعراض مواقف شخصية، بين الراوي والمروي عنه، والذي هو في الزنزانة الآن، مرتديًا ملابس الإعدام، ومن ثم أرى أنه مع افتراض صحة الوقائع المحكية، فإنه ليس من العدل أن ينفرد طرف بسرد روايته، بينما الطرف الآخر لا يستطيع، خصوصًا أن من الوقائع ما قد يمكن فهمه على أنه مؤثر بالسلب على صورة مرسي لدى مؤيديه، والمطالبين بعودته، بصرف النظر عن اتفاقك واختلافك مع هذا المطلب”.

وأشار “قنديل”، في مقاله، قائلًا: “يمكنك، أو يمكننى، أن أضيف إلى ذلك، أن أسلوب السرد والحكي والتذكّر يرتبط في ذائقة القراءة أكثر، بالشخصيات التاريخية التي عبرت ضفة الحاضر، واستقرت على شاطئ الماضي، وأظن أن محمد مرسي لا يزال بيننا”.

وأضاف “أخيرًا روى أيمن نور أن أحد ضباط الحراسة قال له إنه كان يتمنى أن يراه ساكنًا قصر الرئاسة، بدلًا من الدكتور مرسي، ليخلص إلى أن المؤامرة عليه كانت مخيفة، وحين سأله المذيع لماذا لم تبلغه أجاب بأنه طلب من أحد المقربين منه أن يراجعوا ملفات العاملين بالرئاسة.. وأحسب أنه كان يجب على “الدكتور أيمن” أن يبلغ “الدكتور مرسي” شخصيًا، ما دامت العلاقة بينهما متجذرة وعميقة لدرجة الحوارات الثنائية الهامسة، من على بعد متر ونصف المتر”.

أسامة مرسي 

قال أسامة مرسي، نجل الدكتور محمد مرسي، إن ما قاله وائل قنديل هو ما يؤيده، مطالبًا أنصار الرئيس بعدم الحديث عن مواقف شخصية مع الرئيس محمد مرسي، أو الحديث عن أشياء لا يستطيع الرئيس الرد عليها وهو داخل الزنزانة.