على الرغم من أنها إحدى المحافظات التي كانت تدر دخلًا كبيرًا للسياحة بمصر نظرًا لما تمتلكه من آثار ولموقعها المتميز، إلا أن محافظة بني سوف الآن، أصبحت لا تجلب الخمسة جنيهات شهريًا، وذلك بحسب مسؤولين عن قطاع السياحة والآثار بالمحافظة.

ومحافظة بنى سويف هي إحدى المحافظات السياحية في مصر، وتبلغ مساحتها 10954كم2، وتتوسط ست محافظات؛ حيث يحدها شمالًا محافظة الجيزة وبالتحديد حلوان، ومن الشمال الشرقي محافظة السويس وشرقًا محافظة البحر الأحمر وغربًا محافظة الفيوم وجنوبًا محافظة المنيا.

وتعد بني سويف من المحافظات التي لها تاريخ كبير في كل العصور فهي تحتوي على العديد من كنوز مصر؛ حيث يوجد بالمحافظة آثار عديدة؛ منها هرم ميدوم وهو ثاني أكبر هرم مدرج في العالم، كما تتنوع الآثار الفرعونية في المراكز والقرى؛ )أبو صير أهناسيا، جبانة سدمنت الجبل، ودشاشة، والحيبة، والمضل).

آثار فرعونية وقبطية وإسلامية

وتتوزع أيضًا في أرجاء كثيرة من المحافظة، آثار قبطية من كنائس قديمة جدًا وأديرة؛ فمنها في مركز ناصر وكنيسة السيدة العذراء بقرية بياض العرب ودير ماري جرجس بسدمنت الجبل.

وفي السياق نفسه، بعد سنين عديدة تم العثور على مقبرة صغيرة بها مومياء لطفلة صغيرة، وجد تحت رأسها مخطوط كامل بالخط القبطي على جلد غزال واتضح من ترجمته أنه مزامير النبي داود وهو محفوظ بالمتحف القبطي حالياً، وتم اكتشاف المومياء في قرية المضل في حضن الجبل الشرقي.

كما تتمتع محافظة بني سويف بوجود العديد من الآثار الإسلامية؛ حيث توجد مقبرة الأمير أحمد شديد بقرية سدس الأمراء، ومقبرة مروان بن محمد في قرية أبو صير الملق، ومسجد السيدة حورية في مدينة بني سويف، وكهف سنوروهو كهف ضخم في قلب الجبل وفي أرضية الكهف في الركن الشرقي منه يوجد مجرى مائي.

الإهمال والإضرابات السياسة تضرب السياحة

وعلى الرغم من أن السياحة تعد أحد مصادر الدخل المهمة لمحافظة بني سويف طوال سنوات عديدة، إلا أن هذا الدخل بات منعدمًا خلال الفترة الماضية؛ بسبب إهمال المسؤولين، والاضطرابات السياسية في البلاد.

وفي حوار مع مفتش آثار بني سويف لـ”رصد”، ويدعى “محمد.ع”، قال: “من سنتين وثلاثة بعد الثورة شهدت المناطق ببني سويف إقبال غير متوقع وكانت الميزانية الشهرية ترتفع بطريقة غير معقولة بملايين الجنيهات، وكنا كل فترة بنرمم بعض الأماكن من الآثار والمناطق وكانت السياحة شغالة، حتى كان أي مشكلة بتواجهنا كنا بنحلها بنلاقي كل المسؤولين معانا، الفترة دي اسأل أي حد مفيش أي دخل خالص من السياحة في بني سويف الميزانية بقت ضعيفة جدًا في المحافظة، السياحة هنا قد تكون انقرضت”.

فيما أضاف “جمال. ر”، مسئول تأمين بهرم ميدوم، قائلًا: “بنفرح لما بيجيلنا واحد يزور الهرم، مفيش أي دخل أصلًا من السياحة دلوقتي، احنا بنفضل قاعدين طول اليوم ومش بنعمل حاجة، حتى الهرم كان بيتعمله ترميم دايما دلوقتي بقى سايبينه ومفيش أي ترميم لأي حاجة، لإن مفيش دخل أساسًا، ميزانية الشهر اللي فات عندنا في منطقة الهرم خمسة جنيه الإقبال طول الشهر كله”.