لم تفرق آلة القمع بين فصيل وآخر أو حزب وغيره، بل أدارت تروسها على الجميع بلا استثناء، وكان لحزب الوسط نصيب من ظلم نظام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري.
ورغم أن حزب الوسط كان معارضا لجماعة الإخوان المسلمين وله آراؤه الخاصة، ولم يكن من داعمي الرئيس محمد مرسي في حملته الانتخابية، فإنه حينما تمت الإطاحة به في الثالث من يوليو 2013، كانت قيادات حزب الوسط من أوائل المعتقلين في سجون الانقلاب العسكري.
ولقد كان موقف “حزب الوسط” ومؤسسيه واضحًا منذ أول يوم للانقلاب، وهو الرفض التام للانقلاب على السلطة المدنية المنتخبة، لذا كان الاعتقال والحبس الانفرادي والانتهاك المتواصل نصيبًا لرئيس الحزب أبو العلا ماضي ونائبه عصام سلطان.
فاليوم يمضي على اعتقالهما 715 يومًا كاملين، وسط أنباء عن تعرضهما للكثير من الانتهاكات والأعمال القمعية داخل مقبرة سجن العقرب.
من جانبه، قال المحامي أحمد أبو العلا، نجل أبو العلا ماضي رئيس الحزب، إنه لا توجد أنباء مؤكدة حتى الآن عن تعرض نائب الحزب عصام سلطان لأي إصابات، لكنه يعاني من الحبس الانفرادي والتضييقات داخل زنزانته هو ووالده.
وكتب، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “ليس لدينا تأكيد بشأن الأخبار المتناقلة بإصابة الأستاذ عصام سلطان داخل سجن العقرب، حيث إن الزيارة ممنوعة عنه نهائيا منذ شهرين، سواء زيارات الأسرة أو المحامين هو والمهندس حسام خلف وكل المعتقلين داخل سجن العقرب، رغم حصولنا على حكم نهائي بأحقية الأستاذ عصام في الزيارة الاعتيادية الأسبوعية، وترفض وزارة الداخلية تنفيذ الحكم”.
وأضاف: “لكن المؤكد أنه محبوس حبس انفرادي منذ اعتقاله في 29 يوليو 2013، وينام على الأرض بعد استيلاء إدارة السجن على السرير والمرتبة رغم قيام الأستاذ عصام بإجراء عملية جراحية خطيرة وتركيب عدد 6 مسامير بفقرات ظهره، وهو الأمر الذي قد يؤدي لإصابته بالشلل لا قدر الله إذا استمر الوضع على هذا النحو، وقد تقدمت بشكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان ولم يحركوا ساكنا، وتحججوا بأن هذا النظام هو نظام مجرم أتى ليقتل معارضيه، وأن رئيس مصلحة السجون يرفض مقابلتهم، وأنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً”.
وحول منع الزيارت، يقول أحمد أبو العلا ماضي: “وكذلك تقدمت ببلاغ للنيابة العامة بوقائع التعذيب هذه ومنع الزيارات رغم صدور حكم لنا بأحقية الزيارة، وأن وزارة الداخلية تمتنع عن تنفيذ حكم محكمة ولم تحرك النيابة ساكناً أيضاً، كذلك قامت إدارة سجن العقرب بالاستيلاء على ساعات المعتقلين حتى لا يعلموا أوقات الصلاة محاولين تحطيمهم نفسياً داخل زنازينهم الانفرادية في إجراءات قمعية تصعيدية، كما منعت إدخال الطعام أو شراءه عن طريق كافتيريا السجن، وتكتفي بوجبة بسيطة لا تُشبع طفلاً صغيراً ولا تصلح للاستهلاك الآدمي”.
وحول أوضاع معتقلي الحزب، قالت نيفين ملك، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط وعضو جبهة الضمير: “أوضاع المعتقلين عامة في مصر هي أوضاع مزرية وتتفاقم حالات موت السجناء والمعتقلين نتيجة للتعذيب والإهمال الطبي حتى وصلت حالات الوفاة لحوالي ٢٧٦حالة، وتتفنن وزارة الداخلية في أعمال أدوات التعذيب وإساءة المعاملة والتعذيب هو منهج في تعامل المؤسسة الشرطية مع السجناء الجنائين والسياسيين”.
وأضافت “ملك” في تصريحات خاصة لشبكة “رصد“: “كلها أساليب لإهانة الإنسان، وبالطبع تتزايد هذه الأساليب قسوة فى حالة تفشي الإفلات من العقاب من الجناة من داخل المؤسسات وقيادات حزب الوسط متمثلة في رئيس الحزب المهندس أبو العلا ماضي والأستاذ عصام سلطان والمهندس حسام خلف، وغيرهم من شباب الحزب من القاهرة والمحافظات”.
وتابعت: “كل هؤلاء يتم التعامل معهم يوميا بطريقة مهينة ويتم حرمانهم من زيارات الأهل والتضييق عليهم في الحصول على الأدوية والعلاج وحرمانهم من ساعة التريض، وكذلك حرمانهم ورغم حبسهم احتياطيا لمدد بلا سقف زمني من الحصول على طعام من أسرهم، بل ويتم حرمانهم أيضا من الحصول على كتب للقراءة وغيرها من أساليب الضغط والتنكيل والحط من الكرامة”.