نشرت صحيفة “ناشيونال إنترست” الأميركية، تقريراً تناولت فيه انحسار قدرة إيران في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، مبيّنة أن “القلق المتزايد من قدرات إيران التوسعية مبالغ فيه إلى حد كبير، خاصة أنها لم تحقق مكاسب كبيرة كما تزعم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المخاوف بشأن احتمالات سيطرة إيران على المنطقة تنبع من الاعتقاد بأن إيران حققت مكاسب كبيرة في جميع أنحاء المنطقة على مدى العقد الماضي، علماً بأن التقدم الوحيد الذي أحرزته إيران يتمثل في نفوذها في العراق واستحواذها على الشيعة نتيجة الإطاحة بنظام صدام حسين البعثي”.
وعللت الصحيفة نجاح إيران في الهيمنة على العراق بالعامل الجغرافي السياسي، الذي أدى إلى إعطاء طهران عمقاً استراتيجياً أكبر، إذ تعد الحدود الإيرانية مع العراق تاريخياً نقطة ضعف من الأهمية بمكان بالنسبة إلى طهران للسيطرة على هذه المنطقة، والتي كان من المستحيل الحصول عليها ما دامت تسيطر حكومة سنية في بغداد.
وتابعت الصحيفة: “كما أن الشيعة في العراق عنصر مهم لطهران، خاصة أنهم يقطنون جنوبي العراق الغني بالهيدروكربونات، مما يعطيه أهمية اقتصادية، لكن هذه الفائدة مشكوك فيها نظراً للعقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران من قبل المجتمع الدولي”.
ولفتت “ناشيونال إنترست” إلى أنه في أماكن أخرى كانت المكاسب الإيرانية المفترضة مؤقتة في أحسن الأحوال، وعلى سبيل المثال؛ التمرد السني في سوريا قد عزز بلا شك اعتماد نظام الأسد على طهران، وقد كانت هذه التبعية عبئاً مالياً هائلاً على إيران، وعلاوة على ذلك فإن “الحرب الأهلية” قلصت إلى حد كبير من الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة لإيران، في حين لطالما كانت سوريا عنصراً حاسماً في ما يسمى الهلال الشيعي الذي أعطى طهران منطقة نفوذ تمتد من إيران نفسها مروراً ببلاد الشام، وفقاً للصحيفة.
كما أن سيطرة نظام الأسد المتقطعة على طرق الإمداد البرية، وهي مشكلة تزداد سوءاً بالنسبة لطهران بعد فقدان حكومة بغداد السيطرة على أجزاء كبيرة من غربي العراق، أدت وباختصار إلى ثقب الهلال الشيعي من المنتصف، مع الأرض المفقودة الآن إلى حد كبير لصالح “جماعة متعصبة” ضد الشيعة، في إشارة إلى تنظيم “الدولة” الذي يسيطر على أجزاء واسعة من غربي العراق.
إضافة إلى ذلك، فإن “الانقسام الطائفي قلص إلى حد كبير شعبية الجماعات الموالية لإيران مثل حزب الله، إذ أظهر “استطلاع بيو” للأبحاث عام 2014 أن غالبية السكان في كل بلد من بلدان الشرق الأوسط التي شملتها الدراسة تنظر سلبياً لحزب الله، بما في ذلك في لبنان نفسه.
ووجد الاستطلاع أن أكثر من 80% من الرأي العام في الأردن ومصر كان ينظر سلبياً إلى حزب الله”، بحسب الصحيفة.