أثار سماح نظام السيسي للحوثيين بإقامة معرض بعنوان “أوقفوا العدوان على اليمن”، وعقد لقاءات تجمع بين شخصيات سياسية مصرية مع قيادات من حزب المخلوع علي عبد الله صالح، العديد من علامات الاستفهام حول الدور الذي تلعبة مصر تجاه الأزمة اليمنية.
ابتزاز السعودية
يري المراقبون أن النظام المصري يسعي لابتزاز النظام السعودي عبر القضايا الإقليمية مثل قضية اليمن وإيران، بهدف ضخ المزيد من الأموال والتي شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية.
وشهدت الأيام الماضية تنظيم مليشيات الحوثي ندوة ومعرضا للصور الفوتوغرافية بـ”ساقية الصاوي” تحت عنوان “أوقفوا العدوان علي اليمن”، وصرح القائمون على المعرض بأنه يهدف إلى ما أسموه بـ “فضح العدوان السعودي على اليمن وكسر الحصا الإعلامي المضروب على العدوان على اليمن”.
وخلال الفعالية تم توزيع نسخ من تقارير صادرة عن منظمات حقوقية تمولها إيران، تضمنت هذه التقارير توثيقا لما سمي “جرائم العدوان السعودي على اليمن”.
عقد لقاءات مع شخصيات مؤيدة للنظام
الأمر لم يتوقف على السماح بتنظيم فعالية للحوثيين، بل عقد لقاءات بين شخصيات من حزب المخلوع صالح،ومسؤولين مصريين.
وقال بيان صادر جماعة “صالح”: إن القياديين ياسر العواضي وأبا بكر القربي التقيا الاثنين الماضي بمساعد وزير خارجية مصر للشؤون العربية عبد الرحمن صلاح في القاهرة، واستعرضا “العدوان والحصار الجائر الذي تتعرض له اليمن، وما نتج عن ذلك من مآس وقتل وتدمير”، على حد تعبير البيان، مطالبين بإيقاف العدوان، ورفع الحصار الجائر، وإعادة إحياء العملية السياسية اليمنية، كما التقي الوفد
بالأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
قيادات حوثية ترحب بالندوة
وأعلن القيادي الحوثي علي البخيتي أن ساقية عبد المنعم الصاوي بالعاصمة المصرية القاهرة استضافت ندوة ومعرضا تحت عنوان “أوقفوا العدوان على اليمن” !!.
وزعم البخيتي أن الندوة لاقت استحسان الجميع ونجحت نجاحا باهرا، متمنيا من كل اليمنيين في الخارج تنظيم مثل هذه الفعاليات – حتى عبر جمع تبرعات فردية – لما لها من دور مهم فيما زعمه بأنه كسر الحصار الإعلامي المضروب على ما وصفه بالعدوان على اليمن.
ويثير سماح النظام المصري لمنظمي المعرض بإقامته في القاهرة، وتساهل الشخصيات المصرية بلقاء وفد من حزب المخلوع، تساؤلا حول مغزى السلطات من ذلك، رغم أن مصر مشاركة في عمليات التحالف، كما يبعث على التساؤل حول طبيعة العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية التي دعمت مصر بمليارات الدولارات، في وقت تنظم جماعة الحوثي فعاليات وأنشطة داخل الأراضي المصرية.
ابتزاز مرفوض
ومن جانبه ندد إبراهيم آل مرعى، المحلل السياسى والعسكرى السعودى، بعمليات الابتزاز التى يمارسها عبد الفتاح السيسى للإدارة السعودية، باستقبال وفد تابع للحوثيين، وإقامة معرض صور لهم فى القاهرة مؤخرا، مؤكدا أن تلك الأعمال مرفوضة، ولا يوجد تفسير لها.
وقال “آل مرعى”، فى مداخلة مع قناة الجزيرة”: زيارة أتباع صالح للقاهرة مرفوضة، ولا يمكن أن تفهم من قبل المواطن السعودى، حتى وإن تم احتواؤها دبلوماسيا بين البلدين”، مضيفا “لن يُقبل بذلك ومصر يفترض أنها تدعم الشرعية، وجماعة الحوثى جماعة انقلابية، فلا يجب أن تقف مصر فى المنطقة الرمادية”.
وتابع: “يجب أن ترفض جميع هذه الأعمال، ويجب ألا تتكرر تلك الأعمال مرة أخرى، مثل استقبال وفد أو إقامة معرض، وأن يكون هناك توضيح من وزارة الخارجية المصرية حول ذلك الأمر”.
رسالة غضب من السيسي
وقال الصحفي حسام علي، إن إقامة هذا المعرض يعد رسالة غضب من السلطات المصرية، بسبب تراجع الدعم السعودي للنظام المصري في ظل انشغالات الرياض في اليمن، وربما بسبب عدم رضاها عن سياسات القاهرة حيال النزاع في اليمن، وعموم العلاقة مع المحور الإيراني.
