“مَن الذي يستطيع هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”؟.. سؤال طرحته صحيفة الإندبندنت البريطانية، بعد قرابة عام من إعلان هذا التنظيم خلافته، وبعد أن أصبح تهديدًا أبعد من حدوده التي يسيطر عليها خاصة، إثر هجمات الجمعة الماضية، وغياب أي استراتيجية دولية لمكافحة صعود نجم هذه الجماعة المسلحة.
وقالت الصحيفة، في تقرير لباتريك كوبيرن، بعنوان “من الذي يمتلك القوة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية؟”، إنه في حالة العراق فإن جواب السؤال يتلخص بالتدريب، حيث تحتاج القوى العلمانية لتدريب القوات المسلحة العراقية وتفضيلها على ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، “إلا أن الأمر لا يبدو سهلاً؛ فالميليشيات الشيعية أفضل تدريباً وأكثر انضباطاً، وعليه فإن خروج العراق من هذا الوضع يتطلب التدريب والانضباط وإزالة كل مظاهر الفساد في الأنظمة العسكرية والسياسية”.
“الأسد” أفضل من “الدولة”
وتضيف الصحيفة أن الحالة السورية يبدو الوضع فيها أكثر تعقيداً؛ فعلى الرغم من رفض المجتمع الدولي لبشار الأسد، فإنه لا يزال يرى أن بالإمكان التعامل معه ويمثل بالنسبة لهم خياراً أفضل من “الدولة”.
وتابعت “صحيح أن الأسد قتل نحو 200 ألف سوري، وأن تنظيم الدولة لم يقتل إلا جزءاً صغيراً من هذا العدد، إلا أن التنظيم يبدو أكثر عالمية في هجماته”.
وأوضحت الإندبندنت أن المعركة مع التنظيم يجب أن تكون على الأرض وليس من خلال الدبابات؛ فالمجتمعات التي نمت وتمددت فيها “الدولة” تحتاج إلى أن ترفض هذا التنظيم، وأن ترى مستقبلاً أفضل أو بديلاً جيداً، وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن.
وأشارت إلى الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والأكراد في العراق بدعم من الضربات الأميركية الجوية في إلحاق الهزيمة بالتنظيم، كما أن التنظيم قد يتعرض لخسائر أخرى خلال العام المقبل في سوريا، ومع ذلك فإنه لا يمكن أن تتم هزيمة هذا التنظيم إلا من داخله، خاصة في سوريا، حيث توجد العديد من الفصائل الجهادية التي تتبنى سياسة محاربة التنظيم.
في ظل هذه الخلطة الحالية، فإن النتائج يمكن أن تكون مساعدة القوات الكردية وبناء القوات العراقية ومنع المعاملات المالية للتنظيم مع استمرار الضربات الجوية، ومع ذلك سيبقى تدفق المقاتلين الغربيين، الذين يعدون شريان التنظيم، مستمراً، خاصة أن بلدان هؤلاء المقاتلين لا يبدو أنها تفعل الشيء الكثير للوقاية من خطر وقوعهم في براثن الإرهاب والتطرف.
واعتبرت أن محاولات منع السفر ليست كافية إذا لم تكن مرتبطة باستراتيجية تمنع التطرف، إذ يعتبر تنظيم “الدولة” هو الأكثر نجاحاً في جذب المقاتلين من أي جماعة جهادية أخرى عبر التاريخ.
وتضيف الصحيفة “يجب أن يكون واضحاً أن هزيمة هذا التنظيم تستدعي وجود قوات محلية لمحاربته بمساعدة حاسمة من التحالف الدولي، خاصة أن القوات الكردية مثلاً أثبتت فعالية كبيرة في مناطقها، كذلك الحال بالنسبة للميليشيات الشيعية والقوات السورية المعارضة، في حين أخفقت القوات الحكومية في سوريا لأنها تفتقد للشرعية والفعالية”.
وحتى تنجح الجهود الدولية، ترى الصحيفة أن العالم بحاجة إلى جهد دولي لمتابعة الجهات غير الحكومية، التي تسعى لإغراق الإنترنت بالدعايات الخاصة بالتنظيم ومكافحة الروايات التي يبثها، لجذب الشابات المسلمات، بحسب قولها.
الطريقة الوحيدة لهزيمة التنظيم الآن هي الابتعاد عن انشغالنا مع مقاس واحد يناسب الجميع، والنهج في التعامل مع الجماعات الأصولية الإسلامية.