يشارك عدد من اللاعبين الليبيين في دوري رمضاني لكرة القدم، ينظم تحت شعار “في الميدان من أجل السلام” بطرابلس، ويهدف أصحابه من ورائه إلى جمع كل الليبيين بهدف واحد “إنهاء الحرب”.
وارتدى لاعبو الفريقين في طرابلس، قمصانًا طبعت عليها أحرف تشكل معا اسم ليبيا، ليشاركوا في مباراة ودية لكرة القدم ضمن مجموعة مباريات في شهر رمضان، تهدف إلى جمع الليبيين من كل مناطق البلاد التي تمزقها الحرب منذ سنوات على هدف واحد هو إنهاء الحرب.
وتحت شعار “في الميدان من أجل السلام” الذي توسط لافتة كبيرة علقت خلف أحد المرميين، وجلس عشرات المتفجرين داخل وخارج الملعب الصغير في وسط العاصمة الليبية، يتابعون بحماسة المباراة وقد حمل بعضهم أعلامًا بيضاء طبع عليها شعار المباراة نفسه.
ليبيون يتطلعون إلى السلام
وقال العارف بن ساسي (52 عاما) الذي يعمل تاجرا في طرابلس: “افتقدنا واشتقنا للخير والسلام والرياضة (…)، فقد ابتعد عنا هذا الجو منذ سنتين.. اليوم نجتمع مع بعضنا البعض هنا في شهر رمضان مثل الإخوة.. نحن ليبيون، إذا نحن إخوة”.
وأضاف بن ساسي الذي كان يجلس بين مشاهدين آخرين داخل الملعب يوم الإثنين: “نتمنى أن يتحقق ما قامت من أجله الثورة، حتى ولو قليلا منه، فنحن لا نطمع بالكثير. نريد فقط أن نراه يتحقق، لقد ظلمنا في السنوات الأخيرة، وهذا ليس ما توقعناه، مللنا الحرب، وحان الوقت كي تنتهي”.
ويقول محمد محمود حمودة، رئيس مجلس إدارة جمعية “إتش تو أو” غير الحكومية التي تعنى بتفعيل دور الشباب في المجتمع الليبي منذ 2011 وتنظم مباريات لكرة قدم في طرابلس في رمضان: “جمعنا لاعبين قدامى وشبانا من أجل رفع شعار بات مطلب كل الليبيين: ليبيا إلى السلام”.
ويضيف: “اللاعبون هنا من مناطق مختلفة، وقد قررنا تنظيم مباراة اليوم في شهر رمضان كونه شهر التسامح”.
وتابع حمودة “اخترنا كرة القدم لتحمل رسالتنا لأن شعبيتها كبيرة في ليبيا، ولأن كرة القدم فيها تواصل وفيها تنافس شريف وفيها هدف مشترك، وهذا ما ينقصنا حاليا في ليبيا من أجل أن نصل إلى السلام، وهو أن يكون لنا هدف مشترك وتنافس شريف وتواصل بين بعضنا البعض”.
وقال هشام زياني وهو أحد اللاعبين المشاركين في إحدى المباريات التي نظمت قبيل موعد الإفطار: “مبادرة اليوم يشارك فيها لاعبون من كل المناطق، من الزنتان ومصراتة وبنغازي وطرابلس وغيرها من المدن”.
ويتابع: “مللنا الحرب فعلا. يجب أن نصلح حالنا، فنحن شعب طيب”.