شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد عودة العلاقات بين المغرب وإيران.. وكالة “فارس” تهاجم الرباط مجددًا

بعد عودة العلاقات بين المغرب وإيران.. وكالة “فارس” تهاجم الرباط مجددًا
استدعت وزارة الخارجية المغربية، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالرباط، وذلك في غياب السفير الإيراني المتواجد حاليًا خارج المغرب؛ لتقديم احتجاج رسمي شديد اللهجة على تطاول وكالة فارس للأنباء على المملكة

استدعت وزارة الخارجية المغربية، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالرباط، في غياب السفير الإيراني المتواجد حاليًا خارج المغرب؛ لتقديم احتجاج رسمي شديد اللهجة على تطاول وكالة فارس للأنباء على المملكة، في خطوة بدت غير مفهومة وغير مبررة، لا سيما وأن العلاقات بين البلدين لم يمرّ على عودتها إلى وضعها الطبيعي إلا فترة قصيرة.

ذكر موقع “ميدل إيست أون لاين”، نقلًا عن محللين مغاربة قولهم: إن الإيرانيين ربما يخطئون الهدف إذا اعتقدوا أن المغرب يمكن أن يقبل بالإساءة إلى سمعته لأنه “في حاجة لإيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها”، مؤكدين أن السفير الإيراني الذي رجع لتوه إلى الرباط بعد قطيعة بين البلدين استمرت نحو ست سنوات، يمكن أن يعود أدراجه إلى بلاده إذا تيقن المغرب أن ايران ليست مستعدة لتغيير مواقفها “المليئة في أحيان كثيرة بالحقد المترسخ في الماضي لدى فئة من المتطرفين من كبار قادتها”، على حد قولهم.

وأبلغت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، الدبلوماسي الإيراني، احتجاج المغرب الشديد ورفضه المطلق لمضامين التقرير المغرض والمسيء لصورة المملكة المغربية، الذي نشره الموقع الإخباري “فارس نيوز”، التابع للحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقًا لما نشرته وكالة “ماب” للأنباء المغربية.

نشرت وسائل إعلام مغربية، الخميس  الماضي، تقريرًا لوكالة “فارس للأنباء” التابعة للحرس الثوري الإيراني،  بعنوان “المغرب أسير السياسات الصهيونية”، ينتقد بشكل متحامل توجهات السياسة الخارجية التي ينتهجها المغرب في عدة قضايا وملفات.

يذكر أن المغرب عضو رئيسي في التحالف العربي الذي يسعى لإعادة الشرعية السياسية لليمن، وفقد مؤخرًا أحد طياريه في العمليات الجوية التي تقودها السعودية ضد تنظيم الحوثي الشيعي اليمني والحليف القوي لإيران هناك.

وقال وزير الاتصال المغربي والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الخميس، تعليقًا على تقرير وكالة أنباء فارس: إن “الإساءة للمغرب مرفوضة ومدانة وغير مقبولة”.

وأضاف الخلفي، أن “المغرب بلد حر لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو مستقل يمارس سيادته وفقًا للمقتضيات الدستورية”.

أحد أسباب استغراب السلطات المغربية من توقيت نشر مثل هذا المقال المريب، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان قد استقبل الأسبوع الماضي عددًا من السفراء الأجانب الذين قدموا أوراق اعتمادهم كسفراء بالمغرب، بينهم سفير إيران العائد لتوه لمباشرة مهامه بالمغرب محمد تقي مؤيد.

وفي مطلع العام 2015، استأنف المغرب وإيران علاقاتهما الدبلوماسية التي ظلت مقطوعة منذ 2009، أي نحو ستة أعوام؛ بسبب اتهامات وجهتها الرباط لإيران بقيامها بنشاطات نشر التشيع في المغرب وبتهديد سيادة البحرين.

أعلنت الرباط  قطع علاقاتها بطهران احتجاجًا على تصريحات لمسؤول إيراني تشكك في سيادة البحرين، وكذلك بسبب “نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط، التي تستهدِف الإساءة للمقومات الدِّينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووِحدة عقيدته ومذهبِه السني المالكي”.

وقال مسؤولون مغاربة -تعليقًا على “التحسن التدريجي” لعلاقات بلادهم بإيران- إن هذا التحسن سيتم ببطء وإلى حين تثبت إيران أنها استفادت من تحفظات المغرب المتعلقة “بأمنه الثقافي والديني”، والتي شكلت الأسباب الرئيسة للقطيعة السابقة.

منذ 1979، لم تكن العلاقات الإيرانية- المغربية على ما يرام؛ لأن المغرب استضاف الشّـاه بعد الثورة على نظامه، كما أخذت إيران على المغرب مساندته للعراق في حرب الخليج الأولى، إضافة إلى غضبها من فتوى قديمة لعدد من العلماء المغاربة بتكفير آية الله الخميني قائد “الثورة الإسلامية” الإيرانية.

وتخشى الرباط من أن يكون حرص طهران على إعادة علاقاتها بالمغرب تحركه الرغبة في إعادة خيط التواصل مع الواقع المغربي، واستئناف مشاريعها لنشر التشيع التي خفف من سرعة وتيرتها، الفراغ في العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.

وتتحدّث تقارير عن وجود بضعة آلاف من المواطنين المغاربة المعتنقين للمذهب الشيعي، لكن السلطات المغربية تنظر أيضًا بريبة إلى النشاطات الإيرانية في أوساط الجالية المغربية في أوروبا، التي ساعدت على اعتناق الآلاف منهم لهذا المذهب.

وأكد الخلفي أن الحكومة المغربية بصدد دراسة الحالة المرتبطة بنشر التقرير المغرض وبعنوانه المسيء، لاتخاذ الموقف المناسب منه ومن طهران وازدواجية خطابها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023