بعد أن قفز السيسي إلى السلطة رسميًا منذ عام، وفعليًا بعد 3 يوليو، بات من الواضح أن سياسته تجاه الإسلام السياسي مختلفة عن الرئيس المخلوع حسني مبارك.
بهذه العبارات، بدأ موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تقريره عن الحرب التي تشهدها مصر عن أشكال التدين الظاهري وأهمها اللحية.
وقال التقرير “يبدو أن السيسي أقرب ما يكون إلى عبدالناصر، من حيث المحو الكامل للحركة الإسلامية وبشكل خاص الإخوان المسلمين، وأحد أهم الأدوات لتحقيق هذه السياسة، هي وسائل الإعلام الداعمة للحكومة التي تصف الحركة الإسلامية بالإرهاب”.
وتابع التقرير، امتدت الحملة ضد الحركة الإسلامية لتشمل كل الممارسات الدينية، ومظاهر التدين الشكلي، وتركز وسائل الإعلام على أن الرجال الملتحين إرهابيون أو على الأقل أعضاء بالإخوان المسلمين.
كما أبرز تقرير “ميدل ايست”، أربعة أمثلة لمصريين تغيرت حياتهم بسب كونهم ملتحين، واضطر ثلاثة منهم لحلق لحاهم، أحدهم عبدالله فاروق، طالب بكلية الطب من محاظة كفر الشيخ، عندما بدأ دراسته في كلية الطب عام 2011، كان ملتحيًا ولم تكن هناك أية مشكلة بسبب لحيته، إلا أن الحال تغيرت؛ فقبل الانقلاب على مرسي بستة أشهر عندما سبته سيدة عجوز، وقالت له إن الإخوان هم سبب خراب البلد، بعد الانقلاب وأثناء اعتصام رابعة العدوية، تم إيقافه من قبل بلطجية، واقتياده إلى قسم الشرطة وتم حجزه لمدة ثلاثة أيام، إلى أن تدخل عمه الذي يعمل قاضيًا للإفراج عنه.
نموذج آخر، هو المصور أحمد هنداوي، 24 عامًا، الملتحي منذ أن كان عمره 18 عامًا، والذي أطلق لحيته لأسباب غير دينية وأثناء عودته من تغطية الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الإخوان، تم اعتقاله لمدة شهر بعد أن تدخل الموقع الإلكتروني الذي يعمل لديه للإفراج عنه واضطر بعد ذلك لحلق لحيته.
ويعتبر أحمد، أن ما حدث له أخطر مما حدث له أيام مبارك؛ بسبب نجاح الانقلاب في زرع الشقاق والكراهية بين مختلف القطاعات في المجتمع، وبعد أن ترك أحمد الشركة وجد فرصة عمل أخرى في إحدى الشركات التي سمحت له بترك لحيته.
أيمن، شاب سلفي، عمره 26 عامًا، يعمل حاليًا مستشارًا تقنيًا بإحدى الشركات المتعددة الجنسيات، تعرض أيمن لمضايقات أثناء حكم مبارك من قبل أمن الدولة. بعد الانقلاب العسكري، لاحظ أن زملاءه المؤيدين للسيسي يتهامسون عليه، بعد ذلك طلب منه مديره أن يحلق لحيته وقيل له أيضًا إنه من المفضل أن يترك العمل بالشركة.
إبراهيم عبده، 38 عامًا، وقيادي وناشط بالإخوان المسلمين، قامت قوات الأمن بمداهمة بيته في أكتوبر 2013، لحسن الحظ لم يكن بالمنزل آنذاك، ومنذ ذلك الحين يعيش مطاردًا ويغير عبده محل إقامته كل أسبوعين أو ثلاثة، ولم ير أسرته منذ عام.
يقول عبده، “هناك احتياطات كثيرة لا بد أن تأخذها بعين الاعتبار، لكن الأهم هو حلق اللحية، فالشرطة تشتبه فقط في الملتحين، فحلق اللحية أخرجني من مواقف صعبة كثيرة”.