هل حرق أقسام الشرطة التي تمارس التعذيب بحق المتهمين عمل عنيف؟
عندما تعرف أن أكثر من متهم، ثبتت براءتهم بعد موتهم، تعرضوا إلى التعذيب الذي وصل إلى فقء العين، وتشريح الجسم، والكهرباء، والحرق، كيف ستكون إجابتك عن السؤال السابق؟
ماذا لو نجا أحد المتهمين من الموت، وهذا يحدث أحيانا، وخرج بعاهة مستديمة، أو بذكريات شديدة الإيلام لنفسه وجسده، وقرر أن يعتدي بالضرب أو “بغيره” على الضابط الذي عذبه، رآه بعينه، وسمع شماتته بأذنه، وذاق على يديه ألوانا من العذاب، فقرر أن يشفي غليله من هذا الذي لم ينصفه القانون منه، هل يعد هذا إرهابا؟
ماذا لو قرر أحد أهالي البنات المختطفات، بعد لجوئه للقضاء والإعلام، ومواقع التواصل، والصراخ، والتوسلات، دون جدوى، أن ينقذ ابنته بيديه، واستأجر بلطجية وذهب بهم حيث مكان سكن أحد الإعلاميين الذين يقسمون للناس بالله في مقالاتهم، وعلى الهواء أن أحدا لم يخطف أولادهم، وأنه إذا جاءكم الفيس بوك بنبأ فتبينوا، وأن أهالي المختطفات يعانون من حالة تهيؤات جماعية، وقرر الأب أن يخطف هذا الإعلامي، ويبادل ابنته به، أو يستخدمه في الأعمال المنزلية؟
هل يعد ذلك خروجا عن القانون؟ أي قانون؟
أحد المحامين، وكان ولم يزل يؤمن بسيادة القانون، وبدولة القانون، وبأن القانون هو الفارق بين الحضارة والهمجية، وبأن الحكم هو عنوان الحقيقة، لا أعرف كيف يتسنى لهذا المسكين أن يؤمن بهذه الخرافات التي أثبتت نظريات داروين البائسة أنها غير صحيحة بالمرة، وأن الإنسان أصله سلك مواعين يزيل كل ما يستطيع، بقانون وبدون، فجأة يحكم القاضي في جنحة بالإعدام، أو في تهمة ملفقة بالمؤبد، أو في غير اتهام على الإطلاق باستمرار الحبس الاحتياطي إلى ما لا نهاية، يقفز القاضي من فوق المنصة محمرا عينيه للمتهم ومخبرا إياه بأنه ليس “كيس جوافة”، يبرم القاضي شواربه ويستخدم صوت “علي الشريف” في “كراكون في الشارع” ناهقا: “احنا ما نحققش العدالة.. فيه حاجة؟”.
ماذا لو صرخ هذا المحامي المؤمن بالقانون في وجه القاضي: ليه ليه ليه؟، وقلع بالطو المحامين، وقلع القميص، وقلع البنطلون، وقلع ملط، ونط جاب القاضي من طرف شنبه، ومسح به بلاط المحكمة، أو ألقى به من الدور العاشر، ثم صرخ مثل “عبد الوارث عسر” في “شباب امرأة” قتلتها قتلتها.. خلصت الناس من شرها !!
واحدة من الغارمات، أخذت حكما بالسجن لعام ونصف لأنها لم تستطع سداد آخر كمبيالة، وقيمتها 600 جنيه مصري (أقل من 80 دولار أمريكي)، وبعد انقضاء نصف المدة، أولاد الحلال وصلهم الخبر، فدفعوا وخرجت، ماذا لو قرأت هذه المسكينة خبر تجميد مليارات مصر في البنوك السويسرية، أو رأت إعلانات حديد عز، أو شافت أحمد موسى وهو يحتفل بالبراءة مع شوبير وأبو العنين، وعرفت أن محمد منير الذي يعلق ابنها صورته على التوك توك عزمه على الإفطار احتفالا ببراءته فقررت أن تحضر العزومة، بأي طريقة، وتنقط العريس؟!!
ماذا لو رأى أحد المتخصصين في التاريخ الحديث، الذين لم يتم تعيينهم في الجامعة رغم حصولهم على تقدير امتياز، لظروف تخص الأمن القومي المصري، ماذا لو رأى مسلسل حارة اليهود، وعرف أن الصهيونية كانت أقل خطرا من المجرم حسن البنا، وأن عصبة الأمم التي تم حلها رسميا في (1946) وافقت على الهدنة بين العرب والصهاينة سنة 1948، وأن منة شلبي يهودية متنكرة في شخصية مسيحية، وآخر المسلسل احتمال تطلع إخوان؟، ثم عرف المسكين أن مؤلف هذا الكلام الفارغ يوضع على يمين اسمه حرف الدال دلالة على أنه “داكطور”، وأنه لهف في سيناريو اللبان السحري هذا ما يساوي راتبه، في حالة تعيينه، لمدة 25 سنة ؟!!!
ماذا لو قرر أحد شيوخ الأزهر، المنفلتين من مناهجه إلى نور العلم الشرعي، أن يقارن بين ما قرأ وتعلم وفهم، وبين أحمد الطيب، وعلي جمعة، ومظهر عجين؟ ثم حاول أن يلحد ففشل، أن يتدعشن ففشل، أن ينتحر ففشل، ماذا تتوقع منه .. بجد؟
البهجة الحقيقية في هذه الحياة محرمة على مقاول أنفار يورد متظاهرين، وبلطجية، ومواطنين شرفاء، ومناضلين، لأحد العملاء الدائمين، ذلك لأن أميته، أو كثرة شواغله تحول بينه وبين قراءة تنظيرات مثقفينا، وباحثينا، العظام، حول حراك الجماهير الغفيرة في 30/ 6، لعله لو قرأ لانبسط، وانشكح، وانفشخ ضبه ضحكا، حتى استلقى على – لا مؤاخذة – قفاه ..
يقول المثل “بغير تصرف: “طباخ السم .. “بيدوقه”.