ما زال عمال حفر الآبار بقرية الرهاوي بالجيزة، يواصلون شكواهم من عدم أخذ حقوقهم من الدولة في الرعاية الصحية والتأمين في حالة العجز بسبب الإصابات الخطيرة في العمل، وعدم كفاية الأجور لشراء الحاجات الأساسية للمعيشة.
وأكد أحد العمال، ويدعي “س.ع”، أنه يعمل في هذه المهنة منذ مدة طويلة، وقد قاربت سنه الستين عامًا، ولم يحظ برعاية كاملة وليس له مستقبل أو مكافأة نهاية الخدمة أسوة بالموظفين بالدولة، بعد بلوغ سن المعاش، مشيرًا إلى أنه سيخرج من هذه المهنة ولا يوجد له عائل، وسيصبح من المحتاجين إلى عطف الناس لكي يشتري قوت يومه.
وقال المواطن “س.ر”، عامل بحفر الآبار، إنه يعمل في هذه المهنة نسبة كبيرة من أبناء قرية الرهاوي والقرى المجاورة لها، وهي مصدر رزق كثير من المواطنين، كما يعمل بها نسبة كبيرة من الحاصلين على المؤهلات العليا والمتوسطة، إلا أنه لا يوجد مراعاة لأي حقوق للعاملين، مبديًا شكواه من زيادة أسعار الجاز الذي هو عصب المهنة، مشيرًا إلى أنهم يتعرضون للعطلة بسبب عدم توافر السولار.
وتقول جليلة محمد، أرملة أحد الذين كانوا يعملون في الحفر، إن زوجها كان يعمل رئيسًا للعمال، وتوفي أثناء عمله بهذه المهنة الشاقة؛ بسبب سقوط كتلة من الحديد عليه، فخرجت روحه في الحال، ولم تجد من يعولها هي وأولادها الصغار بعد وفاة زوجها، وأصبحت تنتظر العطف من أصحاب القلوب الرحيمة لشراء مستلزمات الحياة، ومصاريف تعليم الأولاد الصغار.
فيما أكد “س.ع”، أنه كان يعمل بهذه المهنة الشاقة، وأصيب فيها إصابة بالغة، اقعدته عن العمل ولم يحصل على أي حقوق مادية تضمن له مشروعًا صغيرًا يحصل منه على مكسب بسيط يشتري منه احتياجاته الأساسية، وأصبح ينتظر عطف الناس عليه.
