سلط مقال للكاتب رامي خوري الأميركي، الضوء على فشل الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب والدول العربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
واعترف الكاتب، في المقال الذي نشره موقع السفارة الأميركية بالقاهرة، بفشل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد ظهور تنظيم الدولة.
وقال خوري إنه “عند الحديث في أروقة السياسة الأميركية على تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، تتم مناقشة صياغة التنسيق الجيو-سياسي والسياسات الاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية العامة، لكن الأسئلة الخاطئة تسأل ويتم تحديد المخاطر بطريقة خاطئة، ويتم استخدام الأدوات الخاطئة، ويتم تنفيذ السياسات الخاطئة فلا عجب أن تكون النتيجة هي الإخفاقات المتراكمة”.
واعتبر الكاتب الأميركي، اعتماد الغرب والدول العربية للرواية المضادة لما يبثه تنظيم الدولة الإسلامية والدبلوماسية العامة، صورة أخرى من صور الفشل في الحرب ضد التنظيم.
ويرى أن الغرب يعتمدون على تأكيد وتفعيل مفهوم “المسلم المعتدل” و”الإسلام المعتدل” في إطار تسليط الضوء على وحشية وبربرية تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أنه منذ جورج بوش الابن والحرب على الإرهاب وحتى الآن يعتقد الغرب أن حملات الدبلوماسية العامة وهي “بث صورة إيجابية عن الدولة لمواطني الدول الأخرى” ستوقف جذب أعضاء جدد للقاعدة والدولة الإسلامية، إلا أن النتيجة الآن هي أن التنظيمين هما أسرع الجماعات السياسية نموًا في العالم العربي.
وأشار الكاتب إلى تقرير وزارة الداخلية الأميركية الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع الذي يعترف بالفشل في مواجهة تنظيم الدولة إعلاميًا.
واعتبر الكاتب أن الطريقة الوحيدة التي ستنجح في محاربة تنظيم الدولة ليست بث رسائل مضادة لما ينشره تنظيم الدولة، ولكن عن طريق إيقاف انضمام أعضاء جدد للتنظيم، فما يتعرض له مواطنو الدول العربية يدفع البعض منهم للانضمام إلى الدولة الإسلامية.
وأرجع خوري، القبول الذي يحظى به تنظيم الدولة لدى البعض إلى الظروف الحياتية التي يعيشونها من فقر وفساد واستبداد واحتلال وذل وفقدان الأمل واستيطان وهجمات الطائرات بدون طيار.
وتابع الكاتب الأميركي، في مقاله “لقد امتصت سياسات الحكام العرب وسياسات الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وروسيا والحكومات الأخرى الأمل لمئات الملايين من العرب”.
واختتم: “يجب أن تتوقف أقوى دول العالم على السخافات التحليلية وعدم الأمانة السياسية ويعترفوا بأن تنظيم الدولة التي تمزق العالم العربي لا يمكن محاربتها بلايكات فيس بوك”.