قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية، إن المملكة العربية السعودية في ظل الملك سلمان بن عبد العزيز مصرة على التصدي للتغلغل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن الرياض تشعر بالقلق من قرب التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى.
وذكرت أن الإصرار السعودي على التصدي لنفوذ إيران يمثل أيضاً انعكاساً للاستياء من النهج الأميركي الحذر حيال العديد من الأزمات التي تؤرق المنطقة لا سيما سوريا.
وتابعت الصحيفة أن قراءة السعودية للأحداث في منطقة الشرق الأوسط، تعزز الانطباع أن واحدة من أهم حليفات واشنطن في المنطقة بدأت تأخذ خطوات متباينة على نحو متزايد من تلك السياسة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن دينس روس، المستشار السابق لدى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الشغل الشاغل للمملكة العربية السعودية في ظل قيادة الملك سلمان هو إيران.
ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في يناير من العام الجاري، قادت السعودية تحالفاً من عشر دول لضرب المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، كما أنها وضعت خلافاتها جانباً مع قطر وتركيا خاصة في الملف السوري؛ وهو ما أدى إلى زيادة التنسيق بين الجماعات المعارضة وتعزيز المكاسب على الأرض في شمال سوريا وجنوبها، ووضع نظام الأسد تحت أشرس ضغط منذ ثلاثة أعوام.
أنور عشقي، الجنرال السعودي المتقاعد الذي يرأس معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، قال إن بلاده ليست ضد إيران “ولكننا ضد النظام الإيراني وسياساته؛ لأنها تريد إحياء الإمبراطورية الفارسية”.
بالمقابل، يرى ناصر هديان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أن المخاوف السعودية من إيران مبالغ فيها وليست في محلها.
إيران ودول (الخمسة زائد واحد) تقترب من الموعد النهائي، 30 يونيو، للتوصل إلى اتفاق وصف بالتاريخي حيال ملف إيران النووي، رغم جدل اللحظات الأخيرة، الذي قيل إنه قد يؤدي إلى استمرار التفاوض حتى يوليو، اتفاق من شأنه أن يسهم في رفع العقوبات عن إيران التي شل اقتصادها.
السعودية وحلفاؤها في الخليج العربي يخشون من أن يكون هذا الاتفاق وما يتبعه من رفع للعقوبات سيؤدي إلى مواصلة إيران أجنداتها العدوانية في العالم العربي.
ويقول كولين كال، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في كلمة خلال مؤتمر نظمه بالدوحة مؤخراً، إنه إذا استمرت إيران في أنشطتها المزعومة والمهددة للاستقرار، فإن واشنطن سوف تستمر في الدفاع عن حلفائها.
لكن الكثيرين في الخليج العربي يشككون في مثل هذه التأكيدات، ويشيرون إلى إحجام إدارة أوباما عن دعم المعارضة السورية، في حين كانت إيران تدعم النظام السوري بمليارات من الدولارات، بالإضافة إلى المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق وأفغانستان.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك افتراضاً واسع النطاق في معظم أنحاء الشرق الأوسط؛ أن إدارة أوباما تضع رغبتها في التوصل لاتفاق نووي مع إيران فوق مصالح شركائها الإقليميين.
مروان المعشر، وزير خارجية الأردن السابق، قال إنه يرى أن الولايات المتحدة تسعى لاتفاق نووي مع إيران بحماس، ولكننا لا نرى مثل هذا الحماس في قضايا أخرى، مؤكداً أن السعودية ستحافظ على تحالفها في العالم العربي وستحافظ على وحدتها بمواجهة إيران.