تتردد أنباء قوية هذه الأيام، حول اتصالات فعلية على المستوي الإقليمي والدولي وخاصة السعودية، يقودها راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، ومنصف المرزوقي رئيس تونس السابق، وأيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، ومحمد محسوب القيادي بحزب الوسط، لمحاولة إنهاء الأزمة في مصر.
ويمكن القول إن رافضي النظام في هذه التحركات ينقسموا لمعسكرين على مسافات متفاوتة الأول بزعامة الدكتور أيمن نور ومحمد محسوب ورفاقهما، والآخر بزعامة الإخوان وأنصارهم.
عودة مرسي هي نقطة الخلاف
ويؤمن معسكر أيمن نور بنظرية أكبر قدر ممكن من المكاسب وأقل قدر ممكن من الخسائر، بعكس الفريق الآخر المؤمن بقدر أكبر وأعلى من المكاسب يتجاوز نسبة الفريق الأول، وعلى رأس هذا التباين إشكالية عودة الدكتور مرسي، والتي تعتبر نقطة الخلاف الأبرز بين المعسكرين.
فالمعسكر الذي يقوده “نور”، يرى أن يترك هذا الأمر جانبًا ليرى ماتتحمله الساحة الآن من مكاسب يمكن تحقيقها عن طريق إجراء مصالحة لاحتواء الأزمة السياسية الحالية.
أما المعسكر الآخر والذي يتزعمه الإخوان وأنصارهم، فهم يضعوا عودة الدكتور محمد مرسي في أول الأمور أي قبل الحديث في أي خطوات أخرى.
هل يشارك المرزوقي في مبادرة؟
ويطرح سؤال مهم نفسه، هل يشارك الرئيس التونسي السابق في مبادرة لإنهاء الأزمة بمصر؟.. الأمر في غاية الصعوبة فمنذ فترة طويلة والإعلام المصري يشن هجومًا عنيفًا على المرزوقي.
فمنذ أن تناولت وسائل الإعلام المصرية فيديو للمرزوقي يبرزعدم اهتمامه بكلمة يلقيها الرئيس السيسي في القمة الإفريقية حين كان رئيسًا لتونس، وهو يتلقى – أي المرزوقي – وابلًا من الهجمات الشرسة من الإعلاميين المصريين.
وكان المرزوقى قد طالب بإطلاق سراح الدكتور محمد مرسي وجميع السجناء السياسيين في مصر خلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لتأسيس التيار السياسي الذي يتزعمه تحت اسم “حراك شعب المواطنين”.
تحركات لإجراء حوارات
ومنذ فترة يجري الدكتور أيمن نور،- زعيم حزب غد الثورة المصري – عدة تحركات على عدة أصعدة خارجيًا، من مقر إقامته ببيروت، للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان، وفى ذات الوقت يسعى للمشاركة فى تكوين كيانات سياسية مع عدد من السياسيين العرب.
ودعا “نور” فى آخر تصريحاته خلال حواره لقناة الجزيرة، إلى حوار وطنى لحل الأزمة فى مصر، كما طالب بتشكيل لجنة حكماء لعمل مصالحات فى الدول العربية التى تتعرض لأزمات عدم استقرار.
ويسعى زعيم حزب غد الثورة فى ذات التوقيت لأن يشكل بالتعاون مع توكل كرمان الناشطة اليمنية، والرئيس التونسى السابق منصف المرزوقى، كيانًا سياسيًا باسم “المجلس الوطنى للدفاع عن الثورات”، وكان آخر اجتماع لهم الأسبوع الماضى بباريس، حيث نشر نور صورة لاجتماعه والمرزوقى وكرمان وشخصية سياسية تونسية بحزب المؤتمر التونسى.
فى المقابل قال أحمد ربيع الغزالى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن أيمن نور سعى خلال الفترة الأخيرة لطرح مبادرات عديدة، آخرها تلك التى طالب فيها كل القوى السياسية بالتوحد، موضحًا أن نور يسعى لإعادة الإخوان بشكل تدريجى إلى الحياة السياسية.
تلويح بالمصالحة لإزالة الاحتقان
وكان يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، قال اليوم في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام إنه مستعد “لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها”، وذلك في إشارة منه على ما يبدو أنه مستعد للوساطة أو المصالحة لإزالة حالة الاحتقان بين الجماعة في مصر والسلطة القائمة، دون أن يذكر ذلك صراحة.
ووجه رسالة لقيادات الجيش المصري، قائلا “إن كان منكم – أي قيادات الجيش المصري – من يريد إعاده ترتيب الأوراق، والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه، فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى”، دون أن يعطي مزيدًا من التوضيح لتلك الوسائل بشأن التعامل مع الشرعية”.
وفيما يبدو أن بعض العناصر التي تعيش بالخارج تلوح بالرغبة في إجراء مصالحة وطنية لإزالة الاحتقان وسياسة العزل للمخالفين السائدة هذه الأيام ولكن يبدو أن وجهات النظر للأمور مازالت بعيدة كل البعد عن بعضها، فهل يمكن أن تقترب بعد الجلوس للمفاوضات والحوار؟