يسود الصمت أرجاء منزل أسرة الشهيد صفوت عبدالله، شهيد مذبحة عربة الترحيلات، ويخيم الحزن على أفراد الأسرة، حيث يأتي رمضان للعام الثاني، على الأب والأم بلا سند وونس.
الشهيد صفوت عبد الله، شهيد مجزرة عربة الترحيلات، من محافظة المنيا، وكان طالبًا بكليه دار العلوم مواليد 1993م، كان عمره عشرون عاما، حين اعتقلته قوات الأمن يوم فض رابعة، ليستشهد في مجزرة عربة الترحيلات.
بدأت الأم حديثها قائلة، “الدم ده مش هيتنسي إن شاء الله، الدم ده هناخد حقه.. صفوت كان خاتم للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، خريج مدارس الشبان المسلمين، الحديث عن أخلاقه وطباعه يطول، لايكفيه سطور لتعبر عنه، وجدت أخلاقه في أشياء ملموسة عملية، كان يرتب نفسه للشهادة، وكنت آخر من يعلم”.
وأضافت الوالدة “صفوت كان ترتيبه الثاني بين إخوته، لديه أخت أكبر منه بعامين، وطفلين في المرحلة الإبتدائية كان بمثابة الأب لهم وليس الأخ الكبير فقط “.
وتابعت، “حياتنا كلها اعتقالات، اعتقل والده أثناء عقد الزواج عام 87 لمدة 6 أشهر، ثم خرج وتزوجنا، واعتقل مرة أخرى وأنا حامل في ابنتي الأولى عائشة، ثم خرج ورزقنا بصفوت، واعتقل للمرة الثالثة، وصفوت عمره ست أشهر وخرج من المعتقل وقد كان صفوت أصبح بالصف الثاني الإعدادي“.
وأردفت والدة الشهيد، “صفوت أدبه ربه، فترة طفولته ومراهقته قد حرم فيها من أبيه، ربما كان الله سبحانه وتعالى يعد صفوت للشهادة، وكان وجودي مجرد أداة في الإعداد، كان متحمل للمسئولية منذ صغره، يقتصد من مصروفه ليوفر لنا ويشاركنا في ظروفنا المادية، عمل منذ صغره منذ الصف الأول الإعدادي، عمل نجار وسائق ونقاش، وغيرها من المهن ليساعد في توفير دخل لنا “.
وتقول أم الشهيد، “أول رؤيا بعد استشهاده كانت صباح يوم عرفة، كنت في أكثر لحظات الإشتياق إليه، وقد منعت نفسي من زيارته في قبره بعد استشهاده إلا مرة واحدة..كنت في ذروة الاشتياق إليه وقد وجدت في الرؤيا أنني أزوره في المقابر.. دخلت المقبرة وكأنها مفترشة بسجاد أخضر ووجدت زوجي يقرأ القرآن وصفوت ابني بجواري ثم قبل رأسي ويدي وأخبرني انه بخير وتزوج تسعين من الحور العين، وكان ابني في احسن صورة له.. لم أراه في حياتي بهذا الشكل”، وأضافت “ربنا مدخر لي ابني عنده الحمد لله“.
ووجهت حديثها لأتباع السيسي، “يا أعوان السيسي نحن في راحة، بننام واحنا مرتاحين ياسيسي، وربنا سبحانه وتعالى سيقتص من كل ظالم وقاتل، نحن نعلم أن أبنائنا عند عزيز مقتدر والحمد لله نحن في عزة ونصر منه وكل سجدة ندعي على الظالمين”.
وختمت حديثها عن دخول رمضان، قائلة،” رمضان لدينا يسمى شهر الانتصارات وصفوت الحمد لله في رمضان كان خير من يعين على الطاعة، ابني موجود في كل ركن وفي قلبي اصطفاه الله واختاره، قطعة مني توجد في الجنة”.