تعد قرية البسيونية بالفيوم، إحدى القرى التي انتشرت فيها الخرفات والدجل بين أهالي القرى؛ بسبب غياب دور الدولة ورجال الدين في عملية التنوير، وساعد في ذلك انتشار البرامج والمسلسلات وغيرها التي تروج لأفكار الخرافات والدجل.

وتنتشر في “البسيونية”، خرافة سكن الجن والعفاريت للقرية، والتي تقوم بخنق البقر والجاموس وقتلها، وقد بدأت القصة منذ شهر تقريبًا عندما بدأت بعض الماشية تنفق دون سبب واضح، بدأت بعدها الخرافات والشائعات تنتشر في القرية عن الجن الذي يقتل الماشية، وأنه سوف يقتل الأطفال والنساء بعدها.

يقول سعيد أبو الحسن: “احنا لقينا المواشي عندنا بتتخنق لوحدها، كان عندي جاموسة مفهياش أي مرض وماتت مرة واحدة، ولما جبنا دكتور الوحدة البيطرية قالنا مش شايف سبب مرضي عشان تموت“.

وأضاف عيد عرفة “لغاية دلوقتي في أكتر من 10 مواشي ماتت وشيخ القرية بيقولنا إن القرية مسكونة، وعمالين نجيب في شيوخ من بره القرية عشان يشوفوا حل في الموضوع ده، مش هنقدر نعيش هنا والمواشي بتاعتنا بتموت بالشكل ده، وخايفين على أهلنا وولادنا أحسن الجن يعمل فيهم حاجة”.

ورصدنا في القرية، قيام بعض العائلات بمغادرتها والسكن في منطقة أخرى هربًا مما أسموه تهديد الجن بقتل أبنائهم.

وقال أحد الأطباء البيطريين، ممن شاهدوا بعض الحالات في القرية، إنه قد يكون سبب الاختناق ارتفاع درجات الحرارة، وعدم التهوية في بعض “الزرايب”، وقد يكون فيروس ليس له أعراض ظاهرة، وأضاف “لو قامت الوحدة البيطرية بمهمتها وقامت بتحليل عينات قد توجد سبب الوفاة الحقيقي” .

وحول موضوع الجن، علق قائلا: “بعض الدجالين بينشروا الشائعات دي في القرى، ودي مش أول مرة اسمع فيها الكلام ده، لأنهم بيستفادوا من ورا الشائعات دي وبياخدوا فلوس من الأهالي عشان الشعوذة والخرافات اللي بيعملوها، والسبب الرئيسي في الكلام ده هو غياب دور الدولة في تنمية مجتمع القرى وتوفير الاحتياجات البيطرية اللازمة”.