حقيقة قد لا أستطيع أعبر عبر تلك الكلمات الآتية عن ما يخالجني من مشاعر، ولكن على قدر استطاعتي وقدرتي على التعبير سأكتب واصفا هذا الشعور القاتل من القهر وقلة الحيلة والعجز والظلم لم تمر على أيام طوال اعتقالي أشد ظلمة وكآبة من تلك الأيام، حيث يجثم على صدرك تراكم كل مشاهد الظلم والقهر مرة واحدة.
لم أعتد أن أكسر أمام أي ضغط من أي نوع ودائما كنت أبتسم أمام تلك الأوجاع ولعل من يعرفني يعرف ذلك عني لكن ما أمر به اليوم أكبر ألما لا يخفف بإعطائه حقن المسكن التي لا تسكن.
ياااه يا عم رفعت نظرة واحدة عادلت عشرات السنين من الاعتقال بل هي أهون على من إحساس العجز الذي أشعر به.
حين تفكر بما يمكن أن تساعد حين تعدوا داخل أروقة عقلك بحثا عن أي وسيلة تساعد فقط فى خروجه لعمل عملية لا أن تخلي سبيله ولينال حريته فكل طلباته إلى النائب العام ومصلحة التعاون الدولي ومصلحة السجون كلهم رفضوا حتى قبول أوراقه والاطلاع عليها، أما مبرر السجن أن هناك عوائق يضعها الأمن الوطني تمنع نقله إلى مشفى.
أين المشكلة أين العائق أين الخوف من رجل فقد ذراعيه الاثنتين بانفصال كامل للعظم مع سابقة عملية قبل ذلك في نفس المكان المطلوب نقله إليه ولم تحدث حينها مشكلة، أين المشكلة! وحينما تفكر في أي وسيلة للضغط.. ضغط!؟!! ضغط على نظام لا يعرف قيمه للإنسان أصلا بقتل الناس بالشوارع مثل الذباب ضغط على أي نظام أصلا هو المتسبب في فقد ذراعيه ضغط على أي نظام يساومك ما بين انتمائك لوطنك وحريتك.. يصحو عم رفعت من نوم لا ينامه ليقول.
هنعمل إيه يا جعفر كل الأبواب اتقفلت.. إيه رأيك اضرب عن الطعام؟ ابتسمت أنا وطأطأت رأسي للأرض.
عم رفعت قال: هيسيبوني أموت صح عندك حق.. يا رب عم رفعت يا رب.
سجن استقبال طرة