أعلنت “وحدات حماية الشعب” الكردية، بمشاركة كتائب من الجيش الحر، السيطرة على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم “الدولة” منها، بعد أيام من انطلاق المعركة.
وتأتي مشاركة كتائب من الجيش الحر في القتال إلى جانب القوات الكردية، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا، وسط اتهامات لهذه القوات بتنفيذ عمليات تهجير للعرب والتركمان، وحرق منازلهم، في المناطق التي تخضع لسيطرتها، لتطرح تساؤلات حول حقيقة هذه الكتائب، وظروف مشاركتها في المعركة.
وأكد المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، في تصريحات صحفية، أن الكتائب التي تقاتل إلى جانب YPG هي تنتمي بالفعل الجيش الحر، عازياً تلك المشاركة إلى الاتفاق بين الجانبين على ضرورة طرد مقاتلي تنظيم “الدولة” من مناطقهم التي ينتمي معظم المقاتلين العرب إليها، وخرجوا منها بعد سيطرة التنظيم عليها.
ويشارك في المعركة ضد تنظيم “الدولة” في تل أبيض كل من “جيش الصناديد”، المكون من مقاتلين ينتمون لعشيرة شمر العربية، وعدة عشائر أخرى، و”لواء ثوار الرقة” المنتمي للجيش الحر، وقد فر مقاتلوه في السابق من تنظيم “الدولة” باتجاه عين العرب – كوباني.
ومن القوات العربية المشاركة في المعركة أيضاً، كتائب “شمس الشمال” من أبناء مدن منبج وصرين وجرابلس، وجميعها خاضعة حالياً لتنظيم “الدولة”، و”لواء التحرير” الذي يقوده “أبو محمد” من كفر زيتا، حسبما ذكر موقع كلنا شركاء السوري.
ونفى أبو زيد مشاركة العقيد عبد الجبار العكيدي في القتال الدائر على جبهة تل أبيض، مؤكداً أنه نشر قبل أيام صورة له في ريف حلب الشمالي، حيث يشارك في القتال هناك إلى جانب فصائل المعارضة ضد تنظيم “الدولة”.
وحول مدى تقبل المعارضة لقتال كتائب من الجيش الحر إلى جانب “وحدات الحماية” المتهمة من قبل المعارضة بجرائم التهجير والحرق، قال المستشار القانوني للجيش الحر: “لسنا ضد معركة طرد داعش أو النظام السوري من أي بقعة في البلاد”.
وأضاف أن “بيان الفصائل كان واضحاً ضد عمليات التهجير والحرق التي تناولتها تقارير حقوقية وإعلامية، ويتصدى لأي حديث عن التقسيم”، في إشارة إلى بيان لأبرز فصائل المعارضة أصدرته الإثنين، وهددت فيه بمحاسبة المتورطين في تلك العمليات.
وأوضح أبو زيد: “لسنا ضد التحالف مع الوحدات الكردية لطرد داعش، لكننا نسجل عدم مواجهتها للنظام عملياً، وزيارة رئيس الوزراء للحسكة مؤخراً وتخصيص ميزانية لدعم الحسكة تحت سيطرة هذه الوحدات”.
وشرح أسباب استمرار المقاتلين العرب من الجيش الحر في القتال إلى جانب الوحدات الكردية، رغم التقارير التي تحدثت عن عمليات تطهير عرقي بحق عرب وتركمان من السكان الأصليين في المنطقة، مشيراً إلى أن “عدداً كبيراً من مقاتلي هذه الكتائب هم من أبناء هذه المنطقة، وليس هناك التزام صارم بأوامر القيادات”.
ولفت إلى أن بعض المقاتلين من العرب والكرد تجمعهم علاقات جيرة وقرابة، وهناك تحالف بينهم على طرد تنظيم “الدولة”، “لكنهم في الوقت نفسه يقولون لهم نحن ضد التهجير وضد التقسيم الذي نسمعه من بعض الأصوات”.
وأردف قائلا: “ما تحاول أن تفعله هذه الفصائل هو عدم إتاحة الفرصة للوحدات الكردية بالانفراد في عملية التحرير التي ربما تنسبها إلى نفسها، كما تطمح لطرد داعش من مناطقها، بعد أن أذاقتهم الويلات ومارست الاضطهاد بحقهم”.
واعتبر أبو زيد أن بيان الفصائل الذي توعد بمحاسبة المتورطين بالتهجير والحرق يشير إلى “أنها أعدت نفسها في حال انقلب الأكراد وذهبوا باتجاه الانفصال، ومن جهة أخرى هو إشعار بحتمية المحاسبة في حال صحت التقارير عن التهجير والحرق”.