استنكر عدد من النشطاء الأقباط تبرع البابا تواضروس بمبلغ مليون جنيه من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لمشروع قناة السويس الجديدة، واعتبروه استغلالا لأموال الكنيسة، وأنه تبرع من لا يملك لمن لا يستحق، لافتين أن تلك الأموال وضعت كمساعدة للفقراء.
وقالت نيفين ملك، عضو جبهة الضمير، إن ما قام به البابا تواضروس مخالف للوائح المجلس الملي العام، فإن أموال الكنيسة تجمع تحت بندي الخدمات الكنسية والروحانية وبند مساعدة الفقراء والمرضى، وغير مسموح أن تنفق لأي مشروع سواء قومي أو استثماري خاص، مؤكدة أن ذلك التبرع جاء من قبل “من لا يملك لمن لا يستحق”.
وأضافت ملك في تصريح لـ”رصد”: “البابا استغل أموال المسيحيين للتقرب من عبد الفتاح السيسي، في تقديم مبلغ هدفه كسب رضا الحاكم والترويج لقناة السويس بعد فشل حملة جمع التبرعات لإنشاء تلك القناة، بعد إدارك الجميع أن المشروع ليس كما قيل عنه في بداية الأمر، إذ اكتشفوا أنه مجرد مجرى مائي فقط”.
وأشارت إلى أن شيخ الأزهر وبابا الكنيسة تحولا من رجال دين إلى مروجين للنظام الحاكم بدعوى دعم الشعب ومصلحة الوطن، لكن العكس ما يحدث فتم توجيه الشارع لمساندة السيسي.
ويقول ريمون قلته، ناشط بحركة مسيحيون ضد الانقلاب، البابا تواضروس يبيع أموالنا من أجل تقديم الولاء والطاعة وكسب رضا الحاكم، إذ يقدم له مبلغ مليون جنيه كجزية غير رسمية من أجل عيون السيسي.
وأضاف قلته، هناك الآلاف من الأقباط في أمس الحاجة إلى تلك الأموال لمساعدتهم في العلاج وتوفير الاحتياجات، فليس هناك صندوق لتقديم الأموال للمشروعات القومية.
وتساءل باسل رمسيس الناشط القبطي، من المسؤول عن قرار التبرع، لافتا إلى أن هناك صندوقين فقد للتبرعات في الكنيسة، أحدهما لبناء وصيانة الكنسية والآخر من أجل الفقراء.
وقال رمسيس عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “في تقديري، ومع كل الاحترام للبابا وللسلطة الكنسية، إلا أنهم يتمتعون بضيق أفق، يجعلهم يدخلون في علاقة تبعية للسلطة، أسوأ من العلاقة اللي ربطت البابا شنودة بسلطة مبارك”.
وكان البابا تواضروس قد صرح عقب تبرعه بمبلغ المليون جنيه، بأن مشروع حفر قناة السويس إنجاز عظيم افتتح به عبد الفتاح السيسي عمله ونشاطه وقيادته لمصر، وأنه يحمل معه مشاعر طيبة في داخل المصريين.