الصيد هواية لا يعرفها الكثيرون، يقبل عليها الكثير ممن يقدرونها جيدًا، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى مجهود كبير وصبر وهدوء كثير، فدونها لن تستمع بهذه الهواية.
هكذا بدأ العم حسن سيد، صياد بمحافظة بني سويف، وهو يحكي قصته وهوايته في الصيد، يقول: “أخرج في الساعة 5 فجرًا، ولا أعود للمنزل إلا بعد 12 ساعة، بصطاد سمك كبير أو متوسط، حجمه بيكون في أحسن الأحوال 3,5 كيلو، وساعات مش بلاقي حاجة في البحر مش بيكون فيه سمك، لأن البحر مبقاش زي الأول”.
ويكمل عم حسن قصته، ويقول: “الصيد متعة وهواية ومنافسة، في نفس الوقت بيكون فيه قوانين للصيد عادة ما بتكون حظر استخدام الشباك، ويكون صيد الأسماك بالسنانير”.
أما العم خليل سيد، فهو صياد من صيادي بندر بني سويف، يتحدث عن مهنة الصيد قائلًا: “الصيد هواية بسيطة لا تحتاج سوى سنارة وأطعمة وسلة عشان تحط فيها اللي اصطادته ده كهواية، لكن فيه ناس كتير مش لاقيين شغل، شباب ورجال فاتحين بيوت ومتجوزين ومفيش مصدر رزق فبيشتغلوا بالصيد، بتلاقي البحر مليان كل يوم من الفجر للظهر ومن المغرب للساعة 12”.
ويتابع: “مع كتر الصيادين بقى مفيش مصدر رزق للبعض، مننا بيقضي يوميًا في البحر 15 ساعة، ممكن اطلع منه بكام سمكة لو بعتهم ميكملوش 50 جنيه، واللي بيوقف علينا أكل عيشنا هما الهواة اللي مش من أهل البحر، بيزاحمو وبيصطادوا كتير وبيبعوه بأقل مننا، فحتى لو أنا اصطدت محدش بيشتري مني عشان فيه واحد بيبع بأقل مني، وشكينا كتير عشان نمنع دول أو حتى ميبعوش ولكن محدش حل المشكلة”.
العم جمال راضي، يحمل شباكه بعد أن فكك خيوطها المتداخلة، وربطها إلى كف يده بإحكام، ونزل إلى مياه البحر وتوقف لحظة وألقى شباكه عن خبرة، يقول: “الصيد خبرة، مش من أول مرة، فيه صيادين وناس عادية طول اليوم في البحر ومش بيصطادوا”.
ويكمل: “أنا لما بدأت الصيد مكنش معايا فلوس اشتري شبكة وصنارة ومشتملاته سعرها دلوقتي بقى بـ300 جنيه وبيوصل لـ500 جنيه صنعتها بايدى واشتغلت”.
ويتابع: “بنيجي مع غروب الشمس بنتوزع صيادين، مننا بيروحوا بيوتهم مطلعوش حاجة من البحر، وصيادين تانيين بيروحوا بيوتهم بسمك مش عارفين يبيعوه بسبب الهواة اللي طلعوا وبيبيعوه بأسعار قليلة، وصيادين تانين بيبعيوا برخص التراب عشان عايزين أي فلوس”.