ضربات جديدة يتلقاها النظام المصري دوليًا، فبعد إعلان عبدالفتاح السيسي رفضه السفر إلي القمة الأفريقية بجنوب أفريقيا خوفًا من الاعتقال، جاءت تصريحات وزير الخارجية السويسري، إيف روسييه، والتي رفض فيها تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، صادمة للنظام المصري؛ حيث قال إننا لا نستطيع تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية؛ لأن تاريخ الإخوان ليس تاريخًا إرهابيًا؛ فليس كل من ينتمي للإخوان إرهابيًا، وفكرهم لا يندرج تحت فكر الإرهاب.
صفعة سويسرية
ورفض، إيف روسييه، طلب عدد من الإعلاميين المصريين، التحفظ على أموال الإخوان كونها جماعة تم تصنيفها “إرهابية”، مؤكدًا أن الإخوان ليسوا كذلك.
وأضاف روسييه، خلال لقائه مع وفد إعلامي مصري بمقر وزارة الخارجية السويسرية، “نحن لا نريد أموال مبارك ونريد من المصريين إقامة دعوى للحصول على هذه الأموال، وأشار إلى أن البنوك السويسرية تريد التخلص منها، وهم يقولون لنا خذوا هذه الأموال لأنها تحرق أيدينا”.
وتابع: “ما نريده هو إجراءات قضائية تسير بصورة جيدة، وبعدها لا شيء سيمنع إعادة الأموال كما حدث من قبل مع نيجيريا والفلبين، وهذه ليست مشكلتنا إنما مشكلة مصر في الأساس”.
ولم تكن تصريحات وزير الخارجية السويسري، هي الأولي من نوعها؛ فقد سبقتها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في إعلان رفضها تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
رفض أمريكي وبريطاني
وكانت الإدارة الأمريكية، أعلنت رفضها تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم ولن تجيز ممارسة العنف السياسي من أي نوع، وذلك في رد لها على عريضة نشرت بها قبل عام، وبالتحديد في يوليو 2013، تطالب إدارة أوباما بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
وقال “البيت الأبيض” -في بيان له عبر موقعه الإلكتروني في ديسمبر الماضي- إنه لم يثبت وجود أية أدلة موثوق بها بأن الجماعة قد تخلت عن التزامها المستمر منذ عقود بنبذ العنف، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في ضغطها على جميع الأطراف للانخراط سلميًا في العملية السياسية.
وأكد البيان، التزام الولايات المتحدة بإحباط الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدًا لمصالحها ومصالح شركائها في المنطقة.
أما في بريطانيا، فقد قام رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بتأجيل إعلان نتائج التحقيقات بشأن جماعة الإخوان المسلمين في اللحظات الأخيرة للمرة الخامسة، والذي كان مقررًا أن يعلن ذلك أمام البرلمان البريطاني، في منتصف مارس الماضي، وذلك دون أن يعلن أية أسباب للتأجيل.
التأجيل كان مفاجئًا؛ حيث تمت دعوة الصحفيين إلى حضور كلمة “كاميرون”، ليعلن نتائج التحقيقات بشأن الإخوان، إضافة إلى أن البرلمان وضع الأمر على جدول أعماله، إلا أنه تم التراجع وتأجيل الإعلان إلى أجل غير مسمى ودون إعلان الأسباب.
وكانت صحيفة “الإندبندنت البريطانية” قد نشرت النتائج النهائية لتقرير الحكومة البريطانية الخاص بمراجعة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث برأ التقرير الجماعة من تهمة الإرهاب، ليأتي هذا القرار على خلاف ما تتمناه السلطات المصرية، التي طالبت بريطانيا منذ عام بحظر الجماعة واعتبارها إرهابية.
وقالت الصحيفة -في تقرير لها نشر قبل تأجيل المؤتمر- “إن التحقيق الذي تم تحت إشراف جون جينكينز، السفير البريطاني السابق في السعودية، أقر بأن جماعة الإخوان لا ينبغي أن تكون جماعة محظورة، وأنها ليست منظمة إرهابية”.
الناتو يرفض
ورفض عدد من قيادات حلف الناتو، اعتبار جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، ورفض مسئولو الحلف الإقرار بسبب أن الجماعة هي حركة بداخل مصر وهناك أعضاء منضمون لشبكات خيرية -حسب وصفهم- بمعنى أن الجماعة لها جانب اجتماعي لا بد من مراعاته عند الحكم على هذه الجماعة.
وتابع المسئولون بالحلف، خلال ورشة عمل بمقر الحلف ببروكسل العاصمة البلجيكية، أن أية عملية إرهابية تقوم بها الجماعات الإرهابية يتم إدانتها على الفور من قبل الحلف، كما يتم التنسيق المعلوماتي لمنع أيٍ من هذه العمليات من خلال التعاون مع الحكومة المصرية.
وأكدت قيادات الحلف، على أن موضوع جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها إرهابية من عدمه لا بد أن تتولاه الدول التي تتواجد بها الجماعة، مضيفين أنه ليس من المفيد أن يعبر الناتو عن رأيه بشأن الإخوان.
وأشارت القيادات إلى أن الصراع الأيديولوجي العقائدي لا بد أن تخوضه مؤسسات الدول الإسلامية وليس الناتو، موضحين أنه لا يمكن للناتو أن يتدخل في الأديان أو ينصح العلماء في المساجد ماذا يقولون، ولا بد لكل دولة أن تبحث عن حل لمشكلة التطرف.
دلالات رفض التصنيف
ويرى مراقبون، عدم اتخاذ الحكومات الأوروبية والأمريكية نفس الموقف المصري فيما يخص تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، بأنها تريد أن تحافظ على سمعتها أمام شعوبها التي انتخبتها بطريق ديمقراطية.
وأكدوا أن هذه الحكومات والإدارات تهتم بالإجراءات القانونية التي يجب أن تتخذ بشفافية أمام شعوبها، فلا تستطيع التدليس عليهم مثلما يحدث في المجتمعات العربية والنامية.
وأرجعوا إلى استمرار دعمهم لنظام عبدالفتاح السيسي، إلى الحفاظ على مصالحهم داخل مصر؛ حيث إن سياساته منسجمة مع مصالح الغرب في مواجهة الإسلاميين، وإقامة علاقات طيبة مع إسرائيل، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة التايمز.