حالة من التخبط أصابت المواطنين، حول أكل لحوم الحمير ومدى حرمتها أو أضرارها، خاصة مع تناول الإعلام المصري واقعة ضبط قوات الشرطة مزرعة بمحافظة الفيوم، بها قرابة 70 حمارًا مذبوحًا، بالإضافة إلى مئات الحمير الحية المعدة للذبح، بين طمأنة آكليها على صحتهم وفوائدها على الإنسان، في حين تأكد دار الإفتاء حرمة تناولها.
مفيد للصحة
خرجت وزارة الصحة، لتخفف من الأضرار الصحية لتناول لحوم الحمير، بل والحديث العلمى عن فوائد أكلها، وهو ما يعيد للأذهان تصريحات نفس الوزارة بعد غرق مركب الفوسفات فى النيل منذ شهرين، حينما قالت الحكومة وقتها إن خلط الفوسفات السام بمياه الشرب مفيد لصحة الإنسان.
وأكد الدكتور حسين منصور، رئيس هيئة سلامة الغذاء في مصر، أنه من المستحيل التفريق بين لحوم الحمير والقطط والكلاب واللحوم العادية إذا تم فرمها، مشيرًا إلي أن الحل الوحيد يتمثل في إجراء اختبار “دي إن أيه”.
وقال منصور، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي ببرنامج “حضرة المواطن” على قناة “العاصمة”، إن “لحم الحمير نظيف إذا اتبعت كافة الطرق السليمة أثناء الذبح ولكنه شيء مقزز”.
وأضاف أن تداول لحم الحمير والكلاب في الأسواق ليس بجديد ولكن الجديد اكتشافه الآن، مطالبًا بضرورة وجود نظام رقابي سليم.
وعلى نفس النهج صار مصطفى عبد العزيز، نقيب البيطريين الأسبق، الذى قال إنها لا تسبب خطورة على صحة الإنسان، مضيفًا أن طعمها أفضل من لحوم الأبقار، لارتفاع نسبة المواد السكرية بها.
كما وصف لطفى شاور، الرئيس السابق لإدارة التفتيش على المجازر بوزارة الصحة، لحم الحمير بـ”الطرية والمستساغة”، وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من الجليكولين، وهو ما يعطيها طعمًا “مسكرًا”، إضافة إلى أن أليافها ناعمة.
والأغرب فى تصريحات شاور، ما أكده أن لحوم الحمير ساهمت فى سد الفجوة الغذائية فى مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المواطنين خدعوا كثيرًا، وتناولوا لحومًا مجهولة المصدر، بسبب رخص ثمنها، واتهم غياب الرقابة الحكومية بالتسبب فى انتشار عمليات ذبح الحمير فى مصر.
حرام شرعًا
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن ذبح الحمير وأكلها حرام شرعًا، في تعقيب لها على ما أشيع حول جواز أكل هذا اللحم، مشيرة إلى أن الأصل في الحمير الأهلية أنه لا يجوز أكلها ولا ذبحها، وهو ما يؤيد قرار وزارة الصحة رقم 517 لسنة 1986م بشأن ذبح الحيوانات وتجارة اللحوم، في مادته الثالثة.
وأوضحت الفتوى، أن ذلك هو الذي اعتمدته دار الإفتاء المصرية عبر عقود مختلفة، بدءاً من الدكتور محمد سيد طنطاوي فتوى رقم 180، وفتوى رقم 389 لسنة 1992م، مرورًا بالدكتور أحمد الطيب فتوى رقم 202 لسنة 2002، وانتهاء بالدكتور شوقي علَّام في الرد على خطاب الهيئة العامة للخدمات البيطرية الصادر بتاريخ 16 يناير 2014، حيث أفتَوا جميعًا بحرمة ذبح الحمير للاستخدام الآدمي، مستدلين بما ورد في الصحيحين أن “النبي صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية”، كما قال الإمام النووي في كتابه المجموع (9/6) “لحم الحمر الأهلية حرام عندنا، وبه قال جماهير العلماء من السلف والخلف. قال الخطابي: هو قول عامة العلماء”.
وقالت دار الإفتاء، إن ما تداولته بعض المواقع أن الدار أفتت بجواز أكل لحم الحمير غير صحيح، ولم يحدث أن صدر عن دار الإفتاء المصرية فتوى بجواز ذلك.
سخرية النشطاء
ورغم القلق الذب أصاب المواطنين من تناول لحم الحمير، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت موجة من السخرية، حيث انتشرت التدوينات والتغريدات بمواقع التواصل الاجتماعي، التى تسخر من انتشار لحوم الحمير وكثرة تناولها.
وسخرت أسماء علي بقولها “وبعد ما يأكلوا لحم حمير السيسى ﻻزم يشربوا ميرندا برسيم .. وطلع الحمار اللى جواك”.
وقال مهند حسن: “أنا مش عارف المطاعم اللى بتستخدم لحم الحمير ديه ايه؟ مفيش أمانة خلاص؟ ما الكلاب منتشرة فى الشوارع أهى أكتر من الحمير”.
يذكر أن الأجهزة الأمنية المصرية ضبطت مجموعة من الأشخاص يقومون بذبح أعداد كبيرة من الحمير وتجهيز لحومها لبيعها للمطاعم الكبرى في القاهرة والجيزة ومطاعم الكباب والكفتة والمشاوي.
