شهدت مصر في الأيام القليلة الماضية جدلًا واسعًا، حول عودة المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، الهارب في الإمارات إلى مصر، وهي العودة التي رآها البعض  طرحًا جديدًا لشخصية عسكرية قد تخوض أي انتخابات مقبلة بما تحمله من رصيد شعبي كبير، واعتبرها آخرون خصمًا من شعبية الرئيس الحالي ابن المؤسسة العسكرية الذي لم يحقق شيئا طيلة عام كامل.

ففي يوليو 2012 ، صرحت الحملة الانتخابية،لشفيق بإحدى وسائل الإعلام، عن نيته للإشراف على خمسة أحزاب جديدة تتشكل لتعبر عن توجهاته الفكرية بعد عودته لمصر ، وبالفعل تم تأسيس حزب “الحركة الوطنية”

ملصقات تطالب بعودته

غزى ملصق جديد جدران شوارع القاهرة، والذي يحمل توقيع حركة مجهولة تدعى “أنت الريس”، وذلك للمطالبة بعودة الفريق أحمد شفيق الذي شغل منصب رئيس الوزراء فى عهد المخلوع حسنى مبارك، إلى القاهرة، والمشاركة فى المشهد السياسى مرة أخرى، وذلك بعد تغيبه عن العمل السياسى إبان خسارته أمام الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية 2012.

ودارت تكهنات حول عودة “شفيق”، للمشهد المصري ولكن على ما يبدو أن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، لم يعطِ الضوء الأخضر لذلك.

السيسي يرفض عودة شفيق

فيما قوبلت عودة شفيق، بهجوم جارف من قبل مؤسسة الرئاسة ومن الاعلاميين المؤيدين للسيسي سواء بسواء.

فعلى الجانب الرئاسي نقلت “الشروق” عن مصدر رئاسي رفيع قوله “إن دوائر السلطة في القاهرة أرسلت الى الفريق شفيق المرشح الرئاسي السابق المقيم في الامارات رسالة واضحة ونهائية مؤداها  ضرورة أن يوقف النشاطات التي يقوم بها، ويسعى من خلالها للعودة الى واجهة الحياة السياسية من جديد”.

المصدر الرئاسي نفسه، أكد أن هذه الرسالة جاءت إثر رصد تحركات لشفيق هدفت الى زعزعة شرعية الرئيس السيسي والنيل منه، مشيرًا إلى أن الرسالة التي وجّهت لشفيق تشمل اتباعه الذين سعوْ إلى  بقاء شفيق في الصورة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

حملات تمهد العودة

مقال الكاتب المقرب من دوائر صنع القرار مكرم محمد أحمد في “الأهرام” الأربعاء والذي جاء بعنوان: “لماذا لا يعود أحمد شفيق”  أعاد للقضية سخونتها، والذي استبعد فيه أن تقلل عودة شفيق الى القاهرة الآن من شعبية السيسي، أو تهيئ بديلا آخر، لأن السيسي – بحسب مكرم – لا يزال موضع ثقة غالبية الشعب، ولا يزال الشخص الوحيد الذي تجمع عليه معظم فئات الشعب المصري والقوات المسلحة وغالبية مؤسسات المجتمع المدني بحسب مكرم.

لم يكتف مكرم بذلك، وإنما خلص الى أن عودة شفيق الى مصر قد تكون في مصلحة السيسي إن استطاعت عودته تحريك المياه الراكدة وتنشيط الحياة الحزبية المصرية بعض الشيء.

واختتم مكرم مقاله مؤكدا أنه إذا أسهمت عودة شفيق – ولو قليلا – في تحريك البحرة الراكدة، لوجب الترحيب به، وتسهيل عودته، مشيرا الى أن شفيق ملّ الغربة ، ويتحرق شوقا للعودة الى وطنه.

وقال الإعلامي سيد علي، إن محاولات الوقيعة بين عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق، لا تصب في مصلحة الوطن والاستقرار، مضيفًا “أقسم بالله العظيم ليس لي أي علاقة بالفريق شفيق لأقول ذلك”.حسب المصريون

وأكد “على” خلال برنامجه “حضرة المواطن” على قناة “العاصمة”، أن لديه معلومات توضح أن بعض المحيطين بالرئيس السيسي يحاولون تسويق فكرة أن حزب شفيق يحظى بأغلبية شعبية تمكنه من تشكيل الحكومة، ليكون رئيس الوزراء الذي يتمتع، حسب الدستور الجديد، بصلاحيات أوسع من رئيس الجمهورية.

شفيق يعود بتهديدات

وبعد اختفائه عن الاعلام، عاد شفيق أمس في “برومو” لحوار مع عبد الرحيم علي رئيس تحرير “البوابة نيوز” والذي لم يعرض حتى الآن، كشف فيه عن امتلاكه لمعلومات عن العديد من الشخصيات الهامة.

وقال  شفيق ، إنه يمتلك العديد من المعلومات الهامة والكثيرة عن العديد من الشخصيات، مضيفا: “معلوماتي كثيرة جدًا، وخليني ساكت وملموم”.

وأضاف “شفيق”، أن لا أحد يستطيع منعه من العمل السياسي أو الترشح لمجلس الشعب.

وحول أسباب عدم عودته لمصر، قال المرشح الرئاسي السابق: “المقاتل لا يترك رقبته للأعداء”، حسبما ظهر بالإعلان الترويجي للبرنامج.

وتابع في تصريح لـ”رصد”:”ربما يفسر ذلك سر الزيارة الغامضة التي قام بها محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي الى القاهرة والتي استقبله السيسي في المطار على غير ما يتبع في العرف الدبلوماسي، حيث تشير التوقعات أن بن زايد جاء الى القاهرة لتبديد مخاوف السيسي من تحركات الامارات ودعمها لاحمد شفيق”.

وأوضح العربي، أن أنصار شفيق موجودون بالفعل في دوائر صنع القرار لمصر سواء الجيش والشرطة او القضاء أو الاعلام، ويرون أن شفيق هو الأجدر بالرئاسة من بعد  فشل خيار السسيسي، كما إنهم  كانوا جزء من حملة شفيق في الانتخابات الرئاسية قبل الماضية.