يواصل النظام العسكري في مصر إلقاء القبض علي المعارضين بتهم هزلية، كان أخرها أمس الإثنين، حيث ألقت قوات الأمن بمطروح القبض علي ربة منزل لاتهامها بالانتماء إلى جماعة الإخوان وكتابة عبارات مسيئة ضد الجيش على بالونات خلف مبنى ديوان مديرية الأمن.
سيدة مطروح
تلقى مدير أمن مطروح اللواء العناني حمودة، إخطارًا بأنه أثناء تواجد أحد عناصر الشرطة من الخدمة المعينة لتأمين المنطقة الواقعة خلف المديرية، بضبط أحد عناصر الشرطة من الخدمة المعينة لتأمين المنطقة الواقعة خلف المديرية، “أسماء.ع.إ” 30 سنة، ربة منزل، مقيمة بسيدي جابر في الإسكندرية، حال إطالتها عدد من البالونات الهوائية مدون عليها عبارات مسيئة منها: “السيسى قاتل” و”يسقط حكم العسكر”.
وتم ضبطها وبحوزتها 74 بالونة أخرى مختلفة الألوان وبالونتين صفراء اللون مدون عليها نفس العبارات، وقلم عريض أسود اللون من المستخدم في الكتابة، وبمواجهتها بما أسفر عنه الضبط أقرت بحيازتها للمضبوطات، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وجارٍ العرض على النيابة.
بلونة رابعة
ولم تكن هذه هي أول حالة للقبض علي سيدة بسبب حيازة بالونة، فقد سبق هذه الواقعة العشرات من الوقائع المشابهة.
ففي الإسماعيلية ألقت قوات الأمن القبض علي خمس فتيات بسبب حيازتهم بالونات مرسوم عليها علامة رابعة العدوية.
وألقت الشرطة القبض عليهن أثناء قيامهن بتوزيع ملصقات رابعة وبالونات مدون عليها شارة رابعة، على مواطنين وأطفال بالقرب من قسم شرطة ثان بمنطقة حي السلام بالإسماعيلية.
وذكر المحضر أن الفتيات عثر بحقائبهن على أحراز تضمن شارة مكتوب عليها “لا إله إلا الله” وورقة مكتوب عليها “سيسي خاين” وورقة مكتوب عليها “القادم أفضل” وبالونات صفراء.
ووجهت النيابة العامة للفتيات الخمس 9 تهم، من بينها: انضمامهن لعصبة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين وتعطيل مصالح الدولة، وغيرها.
وقضت نيابة الإسماعيلية بإخلاء سبيل خديجة متولي – 15 سنة- إحدى الفتيات المحتجزات بالإسماعيلية على ذمة قضية توزيع بالونات صفراء عليها “شارة رابعة العدوية “، وذلك لحداثة سنها.
مهازل التهم الموجهة للمعارضين تعددت بتوجيه تهم عبثية لمعارضي العسكر، فعلى مدار أكثر من عامين من عزل الرئيس محمد مرسي، حملت دفاتر الداخلية أحراز ضد المعارضين مثيرة للسخرية، تنوعت ما بين مسطرة ودبوس وبالونة وصفارة وشال وكيس ملوخية خضراء ودبدوب.
دبوس رابعة
وفي شهر فبراير الماضي اعتقلت قوات الأمن طبيبة تٌدعى الدكتورة ميرفت مصطفى جليلة – أخصائية الأشعة بمستشفى ميت غمر بالدقهلية – من مقر عملها، وأثناء متابعتها للمرضى، وذلك بعد أن وشى بها أحد زملائها بتهمة اقتنائها “دبوس” عليه شعار “رابعة”، وبالفعل أمرت النيابة بحبسها بتهمة “حمل الدبوس”.
ولم تكن هذه الحالة الوحيدة التي يلقى القبض عليها بسبب دبوس رابعة، ولكن سبقها عدد من الحالات، كان أبرزها في شهر مايو من 2013، حيث صدر حكم ضد طالبة بطب الأسنان بجامعة المستقبل، بالسجن عامين ونصف، على خلفية القبض عليها في أحداث جامعة الأزهر، وكانت التهمة الموجهة لها هي حيازة “دبوس رابعة”، قبل أن يخلي سبيلها.
دبدوب رابعة
ووصلت الاتهامات الموجهة إلي المعارضين إلي حيازة دبدوب، حيث اعتقلت قوات الأمن الإداري “فالكون” بجامعة الأزهر فى بداية العام الدراسي الحالي، إحدى الطالبات، وتم تحويلها للتحقيق بتهمة حيازة “دبدوب عليه شارة رابعة”.
“صافرات” تقضي باعتقال فتيات 7 الصبح
كانت قضية فتيات “7 الصبح” واحدة من أبرز القضايا العام الماضي، حينما نظموا وقفة صباحبة بالإسكندرية للتنديد بالانقلاب ومجازره، فقامت قوات الأمن بفض الوقفة والاعتداء على الفتيات واعتقال 14 منهن، وذكرت النيابة في تحرياتها أنهم وجدوا بحوزتهن”صافرات وشارات رابعة”، وكأن الصافرة والشارة باتت جرمًا يٌعاقب عليهما القانون، وتم الحكم على الفتيات بالحبس 11 عامًا، وثارت الدنيا وقتها ضد الحكم محليًا وعالميًا، فتم الاستئناف عليه حتى تمت تبرئتهن وإخلاء سبيلهن.
مسطرة تحبس طالب كفر الشيخ
ومن فتيات “7 الصبح” إلى طالب المسطرة – كما عُرف إعلاميًا – لن تجد اختلافًا كثيرًا، فالأخير هو الطالب خالد محمد بقرة، من محافظة كفر الشيخ، توجّه لمدرسته – كعادته كل يوم – حاملًا أدواته المدرسية والتي من بينها “المسطرة”، ولكنها كان مرسومًا عليها “شعار رابعة”، وهو ما دفع قوات الأمن لاعتقاله.
حمار تسبب في اعتقال صاحبه
الجديد في زمن الانقلاب أن الحيوانات قد تكون سببًا في حبس صاحبها، حيث اعتقلت قوات أمن الانقلاب العام الماضي الفلاح “عمر أبوالمجد” صاحب حمار كتب عليه كلمة “السيسي”، ولم تكتف بذلك بل قامت بقتل الحمار وحبست صاحبه، الذي تعرض لفترة طويلة من التعذيب حتى تم الإفراج عنه.