زار السيسي أكثر من 12 دولة عربية وأوربية وإفريقية، وشملت جولاته الخارجية تقريبا جميع القارات.

استهل السيسي فترة رئاسته بزيارة الجزائر، لتصبح أول زيارة لرئيس مصري إلى هذا البلد منذ 5 سنوات، وفي نهاية زيارته أكد على عمق العلاقات المصرية- الجزائرية، بعد تصريحات قيل فيها إن الجيش المصري قادر علي اجتياح الجزائر في ثلاثة أيام وهو ما نفاه السيسي. ووافقت الجزائر على تصدير خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال إلى مصر، يبلغ حجم الواحدة منها 145 ألف متر مكعب.

ثم جاءت مشاركة السيسي في أعمال مؤتمر القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، التي عقدت في 26 يونيو الماضي، للتأكيد على عودة مصر للقارة الإفريقية بعد إهمالها خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وجُمدت عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. وشملت الجولة الإفريقية السودان وأثيوبيا لمناقشة ملف سد النهضة، ولا تزال هناك جولات من النقاشات بشأن السد الذي تصر أثيوبيا على تشييده.

وتلت هذه الزيارة رحلة إلى السعودية، كتقدير لما قدمته لمصر من دعم وإقناع للمجتمع الدولي، ودورها في إزاحة محمد مرسي في 30 يونيو. وشملت الجولة ذاتها الإمارات والكويت، اللتان قدمتا- إلى جانب المملكة- دعما ماديا لمصر بعد عزل مرسي، وصل في صورة ودائع في البنك المركزي أو مساعدات في مجال الطاقة، وكان لهذا التقارب أثره لاحقا في مشاركة مصر إلى جانب دول الخليج في التحالف ضد الحوثيين في اليمن.

وفى 12 أغسطس الماضي زار السيسي روسيا، وعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استهدفت تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين. وشهدت المباحثات المصرية الروسية استعراضا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، و مكافحة الإرهاب. وبحث أطر تنمية العلاقات بين الجانبين في كافة المجالات وتم إطلاع الجانب الروسي على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري.

وفي نهاية الرحلة اتفق الجانب المصري والروسي، على إنشاء منطقة صناعية روسية كجزء من المشروع الجديد لقناة السويس، وإقامة علاقات بين مصر والاتحاد الجمركي لدول روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وإقامة منطقة تجارة حرة بينها وزيادة الصادرات الزراعية بنسبة 30% بالإضافة إلى زيادة تدفق الاستثمارات والسياح الروس لمصر.

وفي 24 نوفمبر زار السيسي إيطاليا، وأجرى سلسلة من الاجتماعات مع الرئيس الإيطالي “جورجيو نابوليتانو” و”بييترو جراسو” رئيس مجلس الشيوخ ورئيس الوزراء الإيطالي “ماتيو رينزي”، تم خلالها التأكيد على الدعم الكامل لمصر من خلال دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

واستعرض السيسي تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية المصرية، وتوضيح موقف مصر في إطار الاتحاد الأوربي وحشد المساندة الأوربية سياسيًا واقتصاديًا لمصر خلال الفترة المقبلة.

وتم الإعلان خلال المؤتمر الصحفي بين السيسي ورئيس وزراء إيطاليا، عن اتفاق الجانبين على عقد اجتماع قمة سنويًا لزيادة التنسيق والتشاور، بالإضافة إلى قيام وفد اقتصادي إيطالي بزيارة مصر خلال شهر فبراير 2015؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمشاركة في عدد من المشروعات المهمة.

وفى 26 نوفمبر زار السيسي فرنسا على رأس وفد رفيع المستوى لمدة ثلاثة أيام، والتقى الرئيس فرانسوا هولاند.

تناول اللقاء مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.

كما التقى السيسي برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه بمقر مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب الفرنسي كلود بارتورون بمقر مجلس النواب، وجون بيير رافاران رئيس الوزراء الأسبق.

وأجرى السيسي مباحثات بمقر وزارة الدفاع بباريس وزير الدفاع جون إيف لودريان، وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي بين مصر وفرنسا.

واستقبل السيسي كبار مسئولي قطاع السياحة الفرنسية، ورئيسي نقابتي شركات السياحة ومنظمي الرحلات الفرنسية ونخبة من أكبر منظمي الرحلات السياحية إلى مصر، وتم الاتفاق على قيام وفد سياحي بزيارة مصر خلال شهر فبراير 2015 المقبل بمشاركة الصحافة الفرنسية لتوجيه رسائل مباشرة إلى الشعب الفرنسي من أجل إزالة المخاوف وطمأنته حيال الأوضاع الأمنية في مصر.

وفى 11 ديسمبر زار السيسي الأردن والتقى ملكها، وبحث الجانبان العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام.

أنهى السيسي عام 2014 بزيارة إلى الصين في 22 ديسمبر. وسعى السيسي لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، كما سعى إلى مستوى “شراكة استراتيجية” على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.

والتقى السيسي مجموعة من رؤساء الجامعات الصينية وعددًا من ممثلي مجتمع الأعمال الصيني ورؤساء كبريات الشركات وممثلي كبرى شركات السياحة الصينية و”ولين جينزاو” وزير السياحة الصينين كما التقى وانج جياروي وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني والتقى أيضا كلا من “لي كه تشيانج” رئيس وزراء الصين و”جانج دي جيانج” رئيس البرلمان، في لقاءين منفصلين بقاعة الشعب الكبرى. كما التقى الرئيس الصيني شي جين بينج وكبار المسئولين الصينيين، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية بحضور وفدي البلدين أعقبها مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين الجانبين.

أما آخر زيارات السيسي فكانت إلى ألمانيا والمجر، وتحدثت فيها الصحف الأجنبية عن سعيه للحصول على موطئ قدم على الساحة الدولية، ورافق جولته إلى ألمانيا جدل واسع بعد رفض رئيس الألماني لقائه بينما أصرت أنجيلا ميركل على لقائه. وتجدر الإشارة إلى العديد من المظاهرات خرجت في ألمانيا ودول أوربية أخرى ترفض الزيارة، وتحث ميركل على مواجهته بملف حقوق الإنسان الذي وصفوه بالكارثي.

وإجمالا، يمكن القول إنه كان عامًا مليئًا بالجولات الخارجية، والاتفاقيات على مختلف الأصعدة، دون وجود متابعة حقيقية لما تم الاتفاق عليه، فعلى سبيل المثال لم يأت الوفد الفرنسي والروسي كما كان متفقا عليه في فبراير بهدف تنشيط السياحة وتوقيع مزيد من الاتفاقيات، وإن كانت هناك وفود جاءت في مايو الجاري.

كما كان العام الأول للسيسي في السلطة عام المنح والمساعدات الخليجية بامتياز– خاصة الإمارات والسعودية والكويت– في الوقت الذي ازداد فيه التوتر مع كل من تركيا وقطر.

بعد كل هذه الوعود الكثيرة، والمنح المليارية، هل بدأ المواطن المصري يشعر بالتحسن الاقتصادي الموعود بعد عامين من الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا؟