ربط العديد من النشطاء والسياسيين بين قرار القضاء المصري إلغاء حكم اعتبار حركة حماس إرهابية، وبين الحديث عن الضغوط السعودية لإلغاء الحكم.
وأكد خبراء أن التراجع المصري الرسمي وحكم حماس، يبدو كرضوخ لضغوط سعودية، ففي أعقاب زيارة عبد الفتاح السيسي الأخيرة للرياض، في بداية الشهر الجاري ذكرت تقارير غربية وإسرائيلية أن السعودية مارست ضغوطًا على السيسي لكي يخفف من الخناق المصري الشديد على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقد ذكرت مصادر في قيادة حماس أن مصادر سعودية عليا أبلغتها “أن المملكة في عهدها الجديد لا تنظر إلى حماس كحركة إرهابية، وتعتبرها حركة مقاومة فلسطينية”.
الحركة ترحب بالحكم
ورحبت حركة “حماس” بالحكم الجديد، وأكدت فى بيان لها، أن الحكم “يمثل تأكيدًا على تمسك القاهرة بدورها القومي تجاه القضية الفلسطينية”، مشيرة إلى ثقتها فى أنه سيكون للحكم “تداعياته وأثاره الإيجابية على صعيد العلاقة بين حماس والقاهرة”.
الإعلام السعودي يطالب أن يشمل الحكم الإخوان
ومن جانبه علّق الكاتب الصحفي السعودي عثمان العمير – رئيس تحرير صحيفة “إيلاف” الإلكترونية – على إلغاء الحكم، قائلا “في الطريق إلى مشهد يرفض النفي ووحدانية الرأي، حماس في عرف مصر ليست إرهابية، عقبال الإخوان”.
بينما قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، “رأيي يعتبروا حماس إرهابية السبت والاثنين والأربعاء، وغير إرهابية الأحد والثلاثاء والخميس، والجمعة إجازة”.
وعلق الشاعر عبدالرحمن يوسف، نجل يوسف القرضاوي، على إلغاء الحكم الصادر باعتبار حركة “حماس” الفلسطينية تنظيمًا إرهابيًا، رغم تأييد الحكم ضدها قبل ذلك.
وكتب”يوسف” عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “حماس مطلعتش إرهابية، سبحان الله”.
الحكم لا يشمل القسام
وأوضح الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن إلغاء محكمة استئناف القاهرة اليوم حكم اعتبار حركة حماس إرهابية، لم يلغي حكم اعتبار كتائب القسام إرهابية.
وقال “داغي” على صفحته بموقع التدوين المصغر “تويتر”،: “من الضروري الانتباه إلى أن قرار محكمة الأمور المستعجلة بإلغاء حكم اعتبار حركة حماس إرهابية لم يلغِ اعتبار كتائب القسام إرهابية !”.
دمج حماس في المحور السني
فيما قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن السعودية تعمل على دمج حركة حماس في المحور السني، لمواجهة تبعات التوسع الإيراني في المنطقة العربية.
ونوهت الصحيفة إلى أن السعودية تطمح في أن يضم المحور السني المساند لها كلاً من: مصر وباكستان وتركيا.
وذكر تسفي برئيل، معلق الشؤون العربية في الصحيفة، أن السعودية عبرت عن انزعاجها من قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بتصنيف حركة حماس تنظيمًا “إرهابيًا”.
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء، أوضح “برئيل” أن نجاح الملك السعودي سلمان في مسعاه، سيعزز من مكانة حركة حماس، ويقلص بالتالي من قدرة إسرائيل على مواصلة الضغط على قطاع غزة.
وشدد “برئيل” على أن حركة حماس، لم تعد مجرد فصيل فلسطيني، ولا يمكن التعامل معها وفق مقتضيات الأوضاع المصرية الداخلية، موضحًا أن هذه الحركة تحولت إلى لاعب رئيسي في المعترك الإقليمي.